عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-09-2018, 11:29 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

رؤيا المؤمن تسرُّه ولا تغُرُّه، أي يستبشر بها لكن لا تقعِده عن العمل والأخذ بالأسباب.من الحكمة كتمان الأخبار التي هي مظنة الغيرة أو الحسد: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾.﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾: انظر كيف خدعهم الشيطان! قال السعدي: «فقدَّموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم تسهيلا لفعله، وإزالة لشناعته، وتنشيطا من بعضهم لبعض».﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾: لا تنخدع بحيل المحتالين! قال الشعبي: كنت جالسا عند شريح إذ دخلت عليه امرأة تشتكي زوجها وهو غائب، وتبكي بكاء شديدا، فقلت: أصلحك الله، ما أراها إلا مظلومة. قال: وما علمك؟ قلت: لبكائها. قال: لا تفعل؛ فإن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون، وهم له ظالمون. (والله غالب على أمره): جاءت الجملة بالسياق الاسمي، ولم ترد بالسياق الفعلي، فلم يقل الله: (ويغلب الله)، وذلك لأن هذا الحكم كالقانون الذي لا يتبدل مع يوسف عليه السلام أو مع غيره.عجيب أن تأتي هذه الآية عقب ذكر بيع يوسف كعبد يخدم في قصور الملوك، ففي أشد اللحظات قسوة يأتى ذكر أعظم البشارات، وكأن الله يختصر القصة المطوَّلة للابتلاء والتمكين في آية واحدة، لتغرس اليقين بموعود الله وسط الأعاصير وأوقات الزلزلة.(والله غالب على أمره): الناس لا يرفعون ولا يضعون، ولا يقدِّمون ولا يؤخِّرون، ولا يقرِّبون ولا يُبعِدون لأن الأمر كله بيد الله.(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ): قال أبو السعود:

« لا يعلمون أنَّ الأمر كذلك، فيأتون ويذرون زعما منهم أنَّ لهم من الأمر شيئا، وأنَّى لهم ذلك! وإن الأمر كله لله عز وجل، أو لا يعلمون لطائف صنعه وخفايا لطفه».

(وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ):

قال ابن الجوزي:

«ومن عجائب الجزاء في الدنيا أنه لما امتدت أيدي الظلم من إخوة يوسف: ﭽ ﮧ ﮨ ﮩﭼ [يوسف: 20] ، امتدت أكفهم بين يديه بالطلب يقولون: ﭽ ﭶ ﭷﭼ [يوسف: 88]» .

﴿فَصًبْرٌ جَميلٌ﴾:

قال سفيان الثوري عن بعض أصحابه: «ثلاث من الصبر: ألا تحدِّث بوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تزكِّي نفسك».

﴿ورَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ﴾:

كانت محنة يوسف مع امرأة العزيز أشد من محنته مع إخوته، وصبره عليها أعظم أجرا، لأنه صبر اختيار مع وجود دواعي السقوط الكثيرة، وأما محنته مع إخوته، فصبره فيها صبر اضطرار، وليس له إلا الصبر عليها، طائعا أو كارها.

﴿وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾: قال ابن تيمية: «وهو برهان الإيمان الَّذي حصل في قلبه، فصرف الله به ما كان همَّ به، وكتب له حَسَنَة كامِلَة».متى ينقلب الهمُّ بالسيئة إلى حسنة؟! الإجابة في الحديث: «قالت الملائكة: يا رب ذاك عبدك يريد أن يعمل بسيئة وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جرّاي». صحيح الجامع رقم: 4356(واستبقا الباب):

إذا كنت خاليا، وحاصرتك الشهوة، فاهرب على الفور، وابحث عن الباب.

(واستبقا الباب):

مهـما بلغت درجة صلاحك وعلمك، فاهرب من الفتن ومن كل ما أدّى إليها، فهذا فرار الشجعان، وهو الفرار الوحيد المحمود.

تكرر في سورة يوسف قولُ ربي:

(ولكن أكثر الناس لا يعلمون) في ثلاث آيات رقم: 21،40،68.

ولم يتكرر هذا التكرار في أي سورة أخرى تذكيرا لنا بخفي لطف الله وعجيب أقداره.

(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء):

إذا جاهدت نفسك بالانصراف عن السوء والفحشاء فترة من الزمن، كافأك الله وأمر السوء والفحشاء أن ينصرفا عنك.

(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء):

أمام أعاصير الفتن إياك أن تركن لسابق صلاحك وشهرة عبادتك، فلا عاصم إلا الله، فاستغث به، وسله النجاة.

رأى النسوة جمال يوسف، فلم يشعرن بألم تقطيع أيديهن..

فعندما ترى جمال خالق يوسف، ستنسى كل ألم، ولذا كان من الدعاء النبوي: "وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك".

﴿قَدْ شَغَفَها حُبًّا﴾:

قيل لهند بنت الخُسِّ إحدى أميرات العرب -وقد زنت بعبدها-: لم زنيت وأنت سيدة قومك؟! فقالت : قرب الوِّساد وطول السُّهاد، تريد قرب مضجعه منها، وطول مسارَّته (حديثه معها في السِّر) إياها.

(ليسجننّ) بالنون المثقلة، (وليكونٓنْ) بالنون المخففة؛ لأن سجنه بيدها، أما جعله صاغرا فليس إليها، فقد رفع الله شأنه فى العالمين، وجعل له سورة باسمه في كتابه إلى يوم الدين.(ربِّ السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه):

يفضّل الصالحون بذل حريتهم على أن يمسَّ أحدٌ دينهم.

(السجن أحب إلي !) .. هكذا تنقلب الموازين إذا نزل الإيمان قلوب المؤمنين.السجن أحب إلي مما (يدعونني إليه):

ولم يقل: الزنا، فالمؤمن كامل العفاف حتى في لسانه.

(رب السجن أحب إلي):

عندما تكون المساومة على الدين قد يكون السجن خيارَ المؤمنين.

(رب السجن أحب إلي): هذا مقام الصبر

(وإلا تصرف عني كيدهن أصب إلي منقول

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 03-09-2018 الساعة 11:37 PM
رد مع اقتباس