الموضوع: قصص وعبر
عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 08-15-2016, 08:27 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
الداعية الصغيرة

الداعية الصغيرة
لما جاوزت ابنتي الأولى التاسعه ومشت في طريق العاشرة، فكرتُ وطلبت العون من الله، فقلت لأمها: اذهبي فاشتري لها خمارا غالياً نفيساً، وكان الخمار العادي يباع بليرتين اثنتين، قالت: إنها صغيرة، تسخر منها رفيقاتها إن غطّت شعرها، ويهزأنْ منها، قلت: لقد قَدّرتُ هذا وفكرت فيه، فاشتري لها أغلى خمار تجدينه في السوق مهما بلغ ثمنه. فكلمتني بالهاتف من السوق وقالت: لقد وجدت خمارا نفيسا جدا من الحرير الخالص ولكن ثمنه أربعون ليرة. وكان هذا المبلغ يعدل-يومئذ- أكثر من ثُلث راتبي في الشهر كله، فقلت لها: اشتريه، فتَعَجّبتْ وحاولتْ أن تثنيني عن شرائه، فأصررتُ، فلما جاءت به ولبسته البنت وذهبت به إلى المدرسة كان إعجاب التلميذات به أكثر من عجبهن منها بإرتدائه، وجعلن يثنين عليه، وقد حسدها أكثرهن على امتلاكه، فاقترن اتخاذُها الحجابَ وهي صغيرة بهذا الإعجاب وهذا الذي رأته من الرفيقات، وذهب بعضهن في اليوم التالي فاشترين ما يقدرن عليه من أمثاله، وإن لم تشترِ واحدة منهن خماراً في مثل نفاسته وارتفاع سعره.
بدَأَتْ اتخاذ الحجاب فخورة به، مُحبة له، لم تُكرَه عليه، ولم تلبسه جبراً، وإن هذا الخمار بقي على بهائه وعلى جِدته حتى لبسه بعدها بعض أخواتها وهو لايزال جديدا،
فنشأن جميعا -بحمد الله- مُتمسكات بالحجاب تمَسُّك اقتناع به وحرص عليه.
[الشيخ على الطنطاوي رحمه الله/ كيف ربّيتُ بناتي/ كتاب فصول اجتماعية]
منقول


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 08-15-2016 الساعة 08:31 PM