عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-22-2010, 04:27 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
أنـــواع التوحيـــد




سـبق أن تعرضنـا لأنـواع التوحيـد إجمـالاً ، وسـنتعرض


لهـا هنـا بشـيء مـن التفصيـل



أنـواع التوحيـد تدخـل كلهـا فـي تعريـف عـام



وهـو



إفـراد الله سـبحانه وتعالـى بمـا يختـص بـه




هنـاك مـن أهـل العلـم مـن قسـم التوحيـد إلـى ثلاثـة أقسـام



وهـي



1 ـ توحيـد الربوبيـة .


2 ـ توحيـد الألوهيـة .


3 ـ توحيـد الأسـماء والصفـات .




قـال الشيخ العثيمين :



والعلمـاء ـ علمـوا ذلـك التقسـيم ـ بالتتبـع والاسـتقراء



والنظـر فـي الآيـات والأحاديـث فوجـدوا أن التوحيـد



لا يخـرج عـن هـذه الأنـواع الثلاثـة


ا . هـ .


كتـاب : فتـاوى العقيـدة للشـيخ العثيميـن / ص : 6




وهـذا التقسـيم إنمـا هـو للتفهيـم والبيـان ، وإلا فاللـه


لايقبـل التوحيـد مـن إنسـان أخـل بأحـد أنواعـه



أولاً : توحيــد الربوبيــة






تعريفه



هـو الإيمـان بأن الـرب هـو الخالـق ، الـرازق ، المحيـي ،


المميـت ، مُنَـزِّل الكتـب ، مرسـل الرسـل ، المجـازي



فـي الدنيـا والآخـرة ، وإفـراده سـبحانه بكـل هـذا



ومـن خـلال هـذا التعريـف نستخلص



أقسـام توحيـد الربوبيـة






1 ـ قــدر كونــي


قـال تعالـى : { إِنَّـا كُـلَّ شَـيْءٍ خَلَقْنَـاهُ بِقَـدَرٍ } .
سورة القمر / آية : 49 .



وقـال تعالـى : { إِنَّمَـا قَوْلُنَـا لِشَـيْءٍ إِذَا أَرَدْنَـاهُ
أَن نَّقُـولَ لَـهُ كُـن فَيَكُـونُ }


سورة النحل / آية : 40 .


فالقـدر الكونـي : كالخلـق ، والـرزق ،

والإحيـاء ، والإماتـة ، والنفـع ، والضـر .



2 ـ قـدر تشـريعي



وهـو يشـمل العلـم ، والرسـالات ، والكتـب ،

والوحـي ، والتحليـل ، والتحريـم .


ـ ومـن أدلـة ذلـك :


ـ ( العلـم ) : قـال تعالـى :

{ ... ذَلِكُمَـا مِمَّـا عَلَّمَنِـي رَبِّـي ... }
سورة يوسف / آية : 37


وقـال تعالـى : { ...وَقُـل رَّبِّ زِدْنِـي عِلْمـاً }
سورة طه / آية : 114 .


ـ ( الرسـالات ) : قـال تعالـى :

{ لِيَعْلَـمَ أَن قَـدْ أَبْلَغُـوا رِسَـالاَتِ رَبِّهِـمْ ... } .


سورة الجن / آية : 28 .


ـ ( الكتـب ) : قـال تعالـى

{ ... تِلْـكَ آيَـاتُ الْكِتَـابِ وَالَّـذِيَ أُنـزِلَ
إِلَيْـكَ مِـن رَّبِّـكَ الْحَـقُّ ... }
سورة الرعد / آية : 1 .


ـ ( الوحـي ) : قـال تعالـى

{ ذَلِـكَ مِمَّـا أَوْحَـى إِلَيْـكَ رَبُّـكَ مِـنَ الْحِكْمَـةِ ... } .


سورة الإسراء / آية : 39 .


ـ ( التحليـل والتحريـم ) :


قـال تعالـى : { قُـلْ تَعَالَـوْاْ أَتْـلُ مَـا حَـرَّمَ رَبُّكُـمْ عَلَيْكُـمْ ... } سورة الأنعام / آية : 151 .


3 ـ القــدر الجزائــي


فالـذي يجـازي فـي الدنيـا والآخـرة إنمـا هـو الـرب .


مـن أمثلـة الجـزاء فـي الدنيـا :


قولـه تعالـى : { أَلَـمْ تَـرَ كَيْـفَ فَعَـلَ رَبُّـكَ بِأَصْحَـابِ الْفِيـلِ } سورة الفيل / آية : 1 .


وقولـه تعالـى : { أَلَـمْ تَـرَ كَيْـفَ فَعَـلَ رَبُّـكَ بِعَـادٍ }
سورة الفجر / آية : 6 .



ومـن أمثلـة الجـزاء فـي الآخـرة :


قولـه تعالـى : { إِنَّ السَّـاعَةَ ءاَتِيَـةٌ أَكَـادُ أُخْفِيهَـا
لِتُجْـزَى كُـلُّ نَفْـسٍ بِمَا تَسْـعَى }

سورة طه / آية : 15 .


وقولـه تعالـى : { ... أَدْخِلُـوا آلَ فِرْعَـوْنَ أَشَـدَّ الْعَـذَابِ } . سورة غافر / آية : 46 .


وقولـه : { ... إِنَّـا أَعْتَدْنَـا لِلظَّالِمِيـنَ نَـاراً أَحَـاطَ
بِهِـمْ سُـرَادِقُهَا ... } .


سورة الكهف / آية : 29 .


وقولـه : { إِنَّ الَّذِيـنَ آمَنُـوا وَعَمِلُـوا الصَّالِحَـاتِ
إِنَّـا لاَ نُضِيـعُ أَجْـرَ مَـنْ أَحْسَـنَ عَمَـلاً * أُوْلَئِـكَ
لَهُـمْ جَنَّـاتُ عَـدْنٍ تَجْـرِي مِـن تَحْتِهِـمُ الأََنْهَـارُ ... } .


سورة الكهف / آية : 30 ، 31 .



فتوحيـد الربوبيـة : كـل مـا نـزل مـن الـرب إلـى العبـاد

مـن رزق ، وإحيـاء ( كوني ) ، رسـالات ( تشـريعي ) .


ونتيجـة تعاملـك مـع قـدر الله الكونـي والتشـريعي ،

يكـون قـدر الله الجزائـي .


فالمعاصـي جزاؤهـا الابتـلاءات والمصائـب فـي الدنيـا ،

وشـدة سـكرات المـوت ، وعـذاب القبـر ، وشـدة

المـرور علـى الصـراط ، وعـذاب النـار ... .


وفـي المقابـل مـن عمـل صالحـًا لا يضيـع أجـره ،

ولـه جـزاء ذلـك .


مـع ملاحظـة أن الابتـلاءات فـي الدنيـا قـد تكـون

لتكفيـر الذنـوب ، أو لرفـع الدرجـات والتمحيـص ،

وليسـت دائمـًا عقابـًا .


فقـد لا ينـال المؤمـن منزلـة عاليـة فـي الآخـرة

بعملـه ، فتكـون هـذه الابتـلاءات والصبـر عليهـا

سـببًا لرفـع درجاتـه


نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة


انظر هذا الرابط

هنا
~ ~ ~ ~ ~
ثانيًــا

توحيــد الألوهيــة

وهـو إفـراد الله تعالـى بالعبـادة ، فكـل مـا هـو مـن
العبـاد إلـى الله هـو ألوهيـة


وهـذا النـوع مـن التوحيـد هـو موضـوع دعـوة
الرسـل مـن أولهـم إلـى آخرهـم


قـال تعالـى : { وَلَقَـدْ بَعَثْنَـا فِـي كُـلِّ أُمَّـةٍ رَّسُـولاً أَنِ اعْبُـدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُـواْ الطَّاغُـوتَ ... }
سورة النحل / آية : 36

وكـل رسـول يبـدأ دعوتـه بتوحيـد الألوهيـة ،
كمـا قـال نـوح وهـود وصالـح وشـعيب عليهـم السـلام
{ ... يَـا قَـوْمِ اعْبُـدُواْ اللهَ مَـا لَكُـم مِّـنْ إِلَهٍ غَيْـرُهُ ... } .

سورة الأعراف / آية :59 ، 65 ، 73 ، 85 .


وهـذا النـوع مـن التوحيـد يسـمى توحيـد ألوهيـة
باعتبـار إضافتـه إلـى الله
ويسـمى توحيـد عبـادة باعتبـار إضافتـه إلـى العابـد
ومـن كتـاب عقيـدة المؤمـن : ص : 78
قـال :
(إن توحيـد الألوهيـة جـزء هـام مـن عقيـدة المؤمـن ،
إذ هـو ثمـرة توحيـد الربوبيـة ، وتوحيـد الأسـماء
والصفـات ، وجَنـاه الطيـب .

وبدونـه يفقـد توحيـد الربوبيـة ، وتوحيـد الأسـماء
والصفـات معنـاه ، وتنعـدم فائدتـه )
ا.هـ~ ~ ~ ~ ~


ثالثًا



توحيــد الأســماء والصفـات
وهـو الإيمـان بمـا وصـف الله تعالـى بـه




نفسـه فـي كتابـه ووصفـه بـه رسـوله ـ صلى الله عليه




وعلى آله وسلم ـ مـن الأسـماء الحسنـى والصفـات




العلـى ، لفظـًا ومعنـىً




واعتقـاد أن هـذه الأسـماء والصفـات علـى الحقيقـة




لا علـى المجـاز ، وأن لهـا معـانٍ حقيقيـة تليـق




بجـلال الله وعظمتـه





أي





نثبـت لله مـا أثبتـه لنفسـه مـن أسـماء وصفـات ،




ونؤمـن بمعناهـا ، وأن لهـا كيـف




لكـنْ نفـوض هـذا الكيـف لله ، لعجزنـا




وجهلنـا بهـذا الكيـف




لقولـه تعالـى : { ... لَيْـسَ كَمِثْلِـهِ شَـيْءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ } .




سورة الشورى / آية : 11 .




فقـد أثبـت سـبحانه صفتـي السـمع والبصـر ، ونفـى المِثليـة .







إذًا ما هو التوحيد ؟





هـو إفـراد الله سبحانـه بمـا يختـص بـه



مـن الربوبيـة والألوهيـة والأسـماء والصفـات





فتوحيد الله في أسمائه وصفاته أحد



أنواع التوحيد الثلاثة




لذا فهذا العلم له منزلة عالية





ولانستطيع دراسة أي علم وفهمه فهمًا




صحيحًا إلابدراسة أصوله وقواعده




فلانستطيع دراسة معنى كل اسم وعبادة الله



بقتضى كل اسم




إلا بعد دراسة أصوله القائم عليه وقواعده




فلابد أن نعبد الله على بصيرة




لذا كان عزمنا على دراسة





شرح كتاب القواعد المُثلى فى




صفات الله وأسمائه الحُسنى




تأليف وشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين




رحمه الله تعالى




{الماتن هو نفسه الشارح ،

هو

الشيخ محمد بن صالح العثيمين}








التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 01-08-2017 الساعة 01:15 PM