فهذه أربعة أقسام
وقد ترجم الإمام البخاري رحمه الله في
"كتاب الاعتصام" من "صحيحه"
"باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم"
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه
" الْأَصْل فِيهِ قَوْله تَعَالَى
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )
وَقَدْ ذَهَبَ جَمْع إِلَى وُجُوبه لِدُخُولِهِ فِي عُمُوم الْأَمْر
بِقَوْلِهِ تَعَالَى
( وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُول فَخُذُوهُ )
وَبِقَوْلِهِ
( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه )
وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى
( فَاتَّبِعُوهُ ) ؛
فَيَجِب اِتِّبَاعه فِي فِعْله كَمَا يَجِب فِي قَوْله
حَتَّى يَقُوم دَلِيل عَلَى النَّدْب أَوْ الْخُصُوصِيَّة
وَقَالَ آخَرُونَ
يَحْتَمِل الْوُجُوب وَالنَّدْب وَالْإِبَاحَة فَيَحْتَاج إِلَى الْقَرِينَة
وَالْجُمْهُور لِلنَّدْبِ إِذَا ظَهَرَ وَجْه الْقُرْبَة .
وَقِيلَ : وَلَوْ لَمْ يَظْهَر
[ أي: إنها للندب أيضا ]
وَمِنْهُمْ مَنْ فَصَّلَ بَيْن التَّكْرَار وَعَدَمه
وَقَالَ آخَرُونَ
مَا يَفْعَلهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنْ كَانَ بَيَانًا لِمُجْمَلٍ
فَحُكْمه حُكْم ذَلِكَ الْمُجْمَل
وُجُوبًا أَوْ نَدْبًا أَوْ إِبَاحَة ؛
فَإِنْ ظَهَرَ وَجْه الْقُرْبَة فَلِلنَّدْبِ
وَمَا لَمْ يَظْهَر فِيهِ وَجْه التَّقَرُّب فَلِلْإِبَاحَةِ
وَأَمَّا تَقْرِيره عَلَى مَا يَفْعَل بِحَضْرَتِهِ فَيَدُلّ عَلَى الْجَوَاز .
وَالْمَسْأَلَة مَبْسُوطَة فِي أُصُول الْفِقْه " انتهى من "
فتح الباري" (13/288-289)
فمن أمثلة ما كان للتشريع
أفعال الوضوء ، والصلاة ، والحج
ويعلم أنها للتشريع من جهات
الأولى
أن تكون بيانا لما أُمر بها ، إيجابا ، أو ندبا
كأفعال الوضوء فإنها بيان
لقوله تعالى
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ
وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )
المائدة/6
الثانية
أن يصرح فيها بالدعوة للاقتداء والتأسي
كقوله صلى الله عليه وسلم
صلوا كما رأيتموني أصلي
أو قوله : خذوا عني مناسككم
الثالثة