عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-16-2018, 11:03 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,649
افتراضي


#جعلناه_نورا
#رمضان _١٤٣٨
#حصاد_التدبر
#الجزء_الثامن_عشر

1. ﴿ .....فمن ابتغى وراء ذلك ﴾: ذكرها بعد ذكر الزوجة وملك اليمين لتشمل هذه الآية كل صور الانحرافات الأخلاقية والشهوانية.

2. ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ﴾: قال القرطبي: «والأمانة والعهد يجمع كلَّ ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه، قولا وفعلا»، وهذا يشمل معاملة الخالق ومعاملة الخلق، وحق الله وحق العباد.

3. ﴿وما كنا عن الخلق غافلين﴾: ما كنا غافلين عن القيام بمصالحكم وحفظكم ولو مقدار لحظة، وإلا سقطت السماء عليكم فأهلكتكم، أو انقطع الهواء فاختنقتم، فما أشمل العناية الإلهية التي تحفظ الكون من الزَّوال والاختلالِ

4. ﴿وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ﴾: هل شكرت نعمة الماء! قال الزمخشري: «فعلى العباد أن يستعظموا النعمة في الماء، ويقيّدوها بالشكر الدائم، ويخافوا نفارها، إذا لم تشكر».

5. ﴿وقل رب أنزلني منزلامباركاوأنت خير المنزلين﴾ : قال القرطبي: فالآية تعليم من الله عز وجل لعباده إذا ركبوا وإذا نزلوا أن يقولوا هذا، بل وإذا دخلوا بيوتهم وسلموا قالوا. روي عن علي رضي الله عنه أنه كان إذا دخل المسجد قال: اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين .

6. ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾: القدوات من الأنبياء هم أساتذة الأجيال في مدرسة أكل الحلال.

7. بأكل الحلال نقتفي أثر الأنبياء!

عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ: (أيها الناس إن اللهطيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر بهالمرسلين فقال:" يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاإني بما تعملون عليم" وقال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم". ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك

8. ﴿كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾: قال ابن كثير: يأمر الله- تعالى- عباده المرسلين بالأكل من الحلال، والقيام بالصالح من الأعمال، فدل هذا على أن الحلال عون على العمل الصالح.

9. (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون): كل نعمة تباعدك عن ربك ليست خيرا، بل شر! الخير ما قرَّب من الله.

10. {الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} [المؤمنون: 60] قال الحسن: «كانوا يعملون ما يعملون من أعمال البر وهم مشفقون ألا ينجيهم ذلك من عذاب الله»، وقال: «لقد أدركنا أقواما كانوا من حسناتهم أن تُردَّ عليهم أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها».

11. ( وقلوبهم وجلة):قال القشيري: «يخلصون فى الطاعات من غير إلمام بتقصير، أو تعريح فى أوطان الكسل، أو جنوح إلى الاسترواح بالرّخص، ثم يخافون كأنهم ألمّوا بالفواحش، ويلاحظون أحوالهم بعين الاستصغار، والاستحقار، ويخافون بغتات التقدير، وقضايا السخط».

12. وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ: هناك ارتباط وثيق بين الخوف والمسارعة إلى الخيرات، فالخوف سوط دافع لكثرة العمل.

13. ﴿ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أحْسَنُ ﴾: قال ابن عباس: الصبر عند الغضب ، والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة.

14. ﴿ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أحْسَنُ ﴾: قال ابن القيم: كان بعض أصحاب ابن تيمية يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم.

وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له. فنهرني وتنكر لي واسترجع. ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه!.

15. (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ): قال ابن عباس: أليس قد عرفوا محمدا ﷺ صغيرا وكبيرا،وعرفوا نسبه وصدقه وأمانته ووفاءه بالعهود. وهذا على سبيل التوبيخ لهم.

16. (بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ): قال ابن عاشور: «وإنما أسندت كراهية الحق إلى أكثرهم دون جميعهم إنصافا لمن كان منهم من أهل الأحلام الراجحة الذين علموا بطلان الشرك وكانوا يجنحون إلى الحق، ولكنهم يشايعون طغاة قومهم مصانعة لهم، واستبقاء على حرمة أنفسهم». ما أجمل إنصاف القرآن!



17. ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾:فن التفويض والتوكل! قال ابن عاشور: «والتخلق بهذه الآية هو أن المؤمن الكامل ينبغي له أن يفوض أمر المعتدين عليه إلى الله، فهو يتولى الانتصار لمن توكل عليه، وأنه إن قابل السيئة بالحسنة كان انتصار الله أشفى لصدره وأرسخ في نصره».

18. قال ابن عقيل: ومن أظهر الجميل والحسن في مقابلة القبيح ليزول الشر فليس بمنافق لكنه يستصلح ألا تسمع إلى قوله سبحانه وتعالى {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]
رد مع اقتباس