عرض مشاركة واحدة
  #123  
قديم 12-13-2020, 03:42 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,656
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

126

✍🏻الآنَ يا عمر!

🌳 كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ماشياً في جماعةٍ من أصحابِه وهو ممسك بيدِ عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، واللهِ لأنتَ أحبّ إليَّ من كل شيءٍ إلا من نفسي!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليكَ من نفسك!
فقال له عُمر: فإنه الآن واللهِ لأنتَ أحب إليَّ من نفسي!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: الآن يا عُمر!

🌳وعن أنسٍ قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا يُؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والدِهِ وولدِهِ والناسِ أجمعين".

🔸وهذه المحبة وإن كانت عملاً قلبياً , إلا أن آثارها ودلائلها لابد وأن تظهر على جوارح الإنسان , وفي سلوكه وأفعاله , فالمحبة لها مظاهر وشواهد تميز المحب الصادق من المدعي الكاذب , وتميز من سلك مسلكا صحيحا ممن سلك مسالك منحرفة في التعبير عن هذه المحبة .
🔸على أنَّ للمحبة أمارات ثلاث:
▪️الأولى: أن تتذكرَ فضلَه عليكَ وكم تعبَ ليكُون لكَ دين تعبدُ الله به، أن تتذكرَه ليلةَ نُزولِ الوَحيِ وهو يرتجفُ من هَوْلِ المشهد، وأن تتذكرَه وقومه يُحاصرونه في شِعب أبي طالب، ويضعون على رأسه سلى الجزور، وينعتونه بالساحرِ والكاذبِ والمجنون، أن تتذكرَه في الطائف يُرجم، وفي الهجرة مُختبئاً في الغار، ويوم أُحُد ينزفُ دماً ويقول: كيف يُفلحُ قوم شجُّوا نبيهم! أن تتذكرَه يربطُ حجراً على بطنه من الجُوع، ويعتصرُ ألماً من سمٍّ دسَّتْهُ لهُ اليهودية في فخذِ الشاة!

▪️الثانية: أن تُكثرَ من الصلاةِ عليه قائماً وقاعداً وعلى جنبك، فإن المُحب يُكثرُ من ذِكرِ محبوبه، فاشغلْ لسانَك وقلبَك بالصلاةِ عليه فإنها كفاية الهم وغفران الذنب!

▪️الثالثة: إن أروع أشكال الحُب هو الاقتداء،
الاقتداء به في سنته في جميع أمورك المشروعة، بل كان بعض السلف يقتدي به في فعل المباحات لما ترسخت عندهم محبته صلى الله عليه وسلم، فأين أنت منه صلى الله عليه وسلم في توحيده لربه جل وعلا، وتوكله عليه، واستعانته به في أموره كلها؟ وأين أنت منه صلى الله عليه وسلم في عباداتك؟ تصلي كما صلى وتجتهد في ذلك وتستشعر اقتداءك به في كل حركة من صلاتك، فتعمل كما عمل، وفي نفقتك وصدقتك، وفي صيامك، وفي ذكر الله تعالى واستغفاره، وفي قيام الليل، وكذلك في غير العبادات المحضة؛ كاللباس والزينة وسنن الفطرة والنوم ومعاملة الناس، وغيرها، ومن علامات محبته: محبة السنة والغيرة عليها والدعوة إليها
رد مع اقتباس