عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 03-02-2011, 05:50 PM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


وبركاته




آآمين

ولنحيا مع كتاب ربنا


واسمحي لي غاليتي هند باضافة الآية الاحقة للنداء السابق

قوله تعالى : (ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون )

في ضمن هذا الخطاب : ماهو كالجواب لسؤال مقدر :

إن في إعدام هذه البنية الشريفة ، وإيلام هذه النفس وإعدامها في مقابلة إعدام المقتول ، تكثيرًا لمفسدة القتل ، فلآية حكمة صدر هذا ممن وسعت رحمته كل شىء وبهرت حكمته العقول ؟


*****************************

فتضمن الخطاب جواب ذلك بقوله : (ولكم في القصاص حياة )

وذلك لأن القاتل إذا توهم أنه يقتل قصاصًا بمن قتله عن القتل كفّ عن القتل وارتدع وآثر حب ّ حياته ونفسه ، فكان فيه حياة له ولمن أراد قتله .

*****************************
ومن وجه آخر :

وهو أنهم كانوا إذا قتل الرجل من عشيرتهم وقبيلتهم ، قتلوا به كل من وجدوه من عشيرته وقبيلتهم ، قتلوا به كل من وجدوه من عشرة القاتل وجيِّه وقبيلته ، وكان في ذلك من الفساد والهلاك مايعم ضرره وتشتد مؤنته ،

فشرع الله تعالى القصاص ، وأن لا يقتل بالمقتول غير قاتله ، ففي ذلك حياة عشيرته وحيّه وأقاربه ، ولم تكن الحياة في القصاص من حيث إنه قتل ، بل من حيث كونه قصاصًا ، بؤخذ القاتل وحده بالمقتول لاغيره ، فتضمن القصاص الحياة من وجهين .




وتأمل ماتحت هذه الألفاظ الشريفة من الجلالة والإيجاز والبلاغة والفصاحة والمعنى العظيم
فصدر الآية بقوله : (ولكم )

المؤذن بأن منفعة القصاص مختصة بكم ، عائدة إليكم ، فشرعه إنما كان رحمة بكم وإحسانًا إليكم ، فمنفعته ومصلحته لكم ، لالمن لايبلغ العباد ضره ونفعه
ثم ّ عقبه بقوله : (في القصاص ) إيذانًا بأن الحياة الحاصلة إنما هي في العدل ، وهو أن يفعل به كما فعل بالمقتول .

************************

والقصاص في اللغة : المماثلة / وحقيقته راجعة إلى الاتباع ، ومنه قوله تعالى : ( وقالت لأخته قصيه )

أي : تتبعي أثره
ومنه قوله تعالى : (فارتدا على آثارهما قصصًا )

أي : يقصان الأثر ويتبعانه ومنه : قصّ الحديث واقتصاصه لأنه يتبع بعضه بعضًا في الذكر ، فسمي جزاء الجاني قصاصًا لأنه يتبع أثره ، فيفعل به كما فعل ، وهذا أحد مايستدل به على أن يفعل بالجاني كما فعل ، فيقتل بمثل ماقتل به ، لتحقيق معنى القصص .

**************************

ونكر سبحانه (الحياة ) تعظيمًا وتفخيمًا لشأنها وليس المراد حياة ما ، بل المعنى أن في القصاص حصول هذه الحقيقة المحبوبة للنفوس المؤثرة عندها المستجسنة في كل عقل / والتنكير كثيرًا مايجي ء للتعظيم والتفخيم ،
كقوله تعالى : (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ) وقوله : (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ )

********************************
ثم خص ّ أولي الألباب ،
وهم / أولوا العقول التى عقلت عن الله أمره ونهيه وحكمته ‘ إذ هم المنتفعون بالخطاب ، ووازن بين هذه الكلمات وقولهم : )القتل أنفى للقتل ) ليتبين مقدار التفاوت ، وعظمة القرآن وجلالته .

انتهى النقل من كتاب بدائع التفسيرليسري السيد محمد


***************************

وأخيرا سؤال :

ما المقصود بقول الشيخ السعدي : ‏{‏فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ‏}
‏ أي‏:‏ بعد العفو ‏{‏فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏ أي‏:‏ في الآخرة، وأما قتله وعدمه‏,‏ فيؤخذ مما تقدم‏,‏ لأنه قتل مكافئا له‏,‏ فيجب قتله بذلك‏.‏
وأما من فسر العذاب الأليم بالقتل‏,‏ فإن الآية تدل على أنه يتعين قتله‏,‏ ولا يجوز العفو عنه‏,‏ وبذلك قال بعض العلماء والصحيح الأول‏,‏ لأن جنايته لا تزيد على جناية غيره‏.‏ )


منقول من درر معلمتنا أم هانيء

الأكاديمية الإسلامية المفتوحة


وأخيرا كيف نعمل بمقتضى هذا النداء؟

أي كيف نمتثل لهذا النداء عملا ؟؟؟!!!



رد مع اقتباس