عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-10-2020, 02:24 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

📖 مراهقون بلا مراهقة .. تعرف عليهم (2) 📖

- مراهقو زماننا :

في زماننا هذا صُدِّرت إلينا الكثير من المصطلحات الحداثية التي لا تنتمي إلى أصل تراثنا ولا إلى ثقافتنا. فالصبي في السابعة يلهو ولا يفقه معنى الإسلام شرعا! فيصير في العاشرة وهو مُغَيب تمامًا ولا يدري ما أركان الوضوء. ويصبح في العشرين أسيرًا في سجن هو من وضع ذاته فيه. لا يعلم حقه ولا واجباته ولا يحمل همًا ولا مهامًا. تضيق به الثقافة التي استوردها وتلحَّف بها، حتى تخنقه، فيُحسَب على الأمة رجلًا جُمعت كل خوارم المروءة فيه. ويضاف للمجتمع فردًا كئيبًا يعاني من التيه والتخبط النفسي، لا يضبط شهواته ضابط، ولا معيار لفكره، ولا قوة لصوته، ولا صدق في عزيمته إن وُجدت من العدم!

لا أدري حتى أهو المسئول أم الطبقة المجتمعية السائدة والشريحة العظمى من الشباب. ربما السبب لإنتاج هذه الصورة هو تراكم تلك الثقافة التي غلبت على أصل تراثنا !، تراكمت طبقًا عن طبق حتى صارت مألوفة مستساغة. صُدّر إلينا مصطلح المراهقة الذي وبلا دراية ولا تفكر يقتطع عمرًا هو أزهى أوقات القوة والإنتاج والعلم، ليصبح السائد في هذه الفترة هو المجون والطيش والاندفاع والاستسلام للشيطان! ولا عتب عما يبدر ويترتب في هذه الفترة؛ فإن القلم قد رُفع في عرفنا والإثم لن يحتسب والمبرر واضح أبلج: “فالشاب مراهق”، “مرحلة وستمر ويصير رجلا”.

من قال بأننا نقتطع عمرًا نودعه للشيطان ثم نأمل أن نستأنف ما بقي منه بنقاء! من قال بأن الأمة تستغني عن أبنائها فترةً ثم تعود قوية! من قال بأن الدين فيه فترة استراحة تدعى “فترة المراهقة”! من قال بأن الرَكب سيتوقف من أجلك هُنيهة حتى تنغمس في مستنقعات الهوى ثم تعود لتجد لك موضع قدم! وهل ورد في سير عظمائنا بأن واحدًا لم يحمل همًا ولم يكن ذا همة حتى نفض عنه غبار فترة المراهقة ثم أصبح عظيمًا هكذا بين ليلة وضحاها! إن أزمة الثقافة غلبت على شباب أمتنا وغُيبت القدوات فصار الذي يفترض بأن يكون واقعًا حيًا، ماضٍ ميت لا حراك فيه. ومالا يصح كونه فُرض علينا حتى وإن ضقنا به ذرعًا. فسير العظماء قصصًا مملة، وأحاديث السفه لهي خير جليس في الأسمار.


يتبع بإذن الله↩️↩️ ...
رد مع اقتباس