عرض مشاركة واحدة
  #105  
قديم 10-04-2020, 01:02 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

107

✍🏻هذه رحمة!

🌳أرسلتْ زينبُ ابنة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تطلبُ حضوره عندها لأنَّ ابنها الصغير يُحتضر.
فأرسلَ إليها يقول: إنَّ للهِ ما أخذ، وله ما أعطى، وكلٌّ عنده بأجل مسمى، فلتصبري ولتحتسبي.
فأرسلتْ إليه مجدداً تُقسِمُ عليه أن يأتيَها، فقامَ ومعه جماعة من أصحابه، فجِيء له بالصبيِّ، وأنفاسه تتقطع، ففاضتْ عيناه بالبُكاء!
فقال له سعد بن عُبادة: يا رسول اللهِ ما هذا؟
فقال له: هذه رحمة جعلَها اللهُ في قلوبِ عباده، إنما يرحمُ الله من عباده الرُّحماء!

♦️سبحان الله كلمات النبوة لها نور إيجاز مع عظم المعنى وسعته إذا كان الشيء لله فله ما أخذ وله ما أعطى فما موقفنا نحن مما أخذ الله من بين أيدينا التسليم لأن الأمر لله له ما أخذ وله ما أعطى سبحانه وتعالى كل شيء عنده بأجل مسمى الشيء المقدر لا يمكن أن يتقدم أو يتأخر لأنه بأجل مسمى


♦️الأبُ من بعد اللهِ سند، والفتاة لا تستغني عن أبيها ولو صار لها زوج وأولاد، للأب نكهة أخرى ليستْ في أحد، فتفقَّدوا بناتِكم بعد الزواج، زوروهُنَّ في بيوتهن، شارِكوهُنَّ لحظات الفرح، ولا تُفوِّتوا أبداً لحظات الحُزن، إن البنت الصغيرة التي عندها صوت أبيها في البيت أكثر أمناً من كل أقفال العالم لا تستغني عن هذا الأمان حين تكبر، فتذكَّروا يا معشر الآباء نحن نُزوِّج بناتنا ولا نتخلَّص منهن!

♦️البكاء عند الفقدِ لا يتعارض مع الرضى بقدرِ الله تعالى، على العكس تماماً فالمُؤمن عذب النفسِ، رقيقُ القلبِ، طيِّبُ المشاعرِ، ومن الطبيعي أن يبكي إذا ما فقدَ عزيزاً، وها هو النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يبكي لما رأى من احتضارِ ابن ابنته وهو سيد الرجال، وسيد الراضين بقدرِ الله، فلا تنظروا إلى البكاء على أنه ضعف، البكاء مريح للنفس عند المصائب، بعكس الكتمان الذي يخنقُ النفس، ويكبتُ على الروح، وهذا ليس من مواطن المكابرة!

▪️على أن بكاء العين والقلب ممتلئ رضىً وتسليماً شيء، والنواح، ورفع الصوت ، وشق الثياب وشد الشعر شيء آخر، فهذا وجه من وجوه السَّخط على قدر الله!

➖➖➖➖➖
رد مع اقتباس