ثانيا
يتبين مما سبق أن أفعال الجبلّة ليست من السنن
بل هي من العادات المباحة
ولا حرج في التأسي بها
إلا أن تكون مخالفة لما عليه الناس
كلبس الإزار والرداء في مجتمع لا يلبس فيه ذلك
أو لبس العمامة في قوم لا يعتادونها
أو إطالة الشعر إذا صار ذلك شعارا للفسقة
فينبغي ترك ذلك لما فيه من الشهرة أو المشابهة
لمن أمرنا بمخالفتهم
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في
حديثه عن الخضاب ـ يعني
بالحِنَّاء ـ وخلاف السلف فيه
" الْخِضَاب مُطْلَقًا أَوْلَى ؛
لِأَنَّهُ فِيهِ اِمْتِثَال الْأَمْر فِي مُخَالَفَة أَهْل الْكِتَاب
وَفِيهِ صِيَانَة الشَّعْر عَنْ تَعَلُّق الْغُبَار وَغَيْره بِهِ
إِلَّا إِنْ كَانَ مِنْ عَادَة أَهْل الْبَلَد تَرْك الصَّبْغ
وَأَنَّ الَّذِي يَنْفَرِد بِدُونِهِمْ بِذَلِكَ يَصِير فِي مَقَام الشُّهْرَة
فَالتَّرْك فِي حَقّه أَوْلَى "
انتهى من "فتح الباري" (10/367-368)
وقد نص على ذلك جمع من أهل العلم فيما يتعلق بالمسألتين
لبس العمامة ، وإطالة الشعر
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب