عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 03-19-2013, 06:40 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
فوائد خارج كتاب الشيخ العثيمين
من القاعدة الثالثة من قواعد الصفات

الأولى: أن الله موصوف بالنفي والإثبات عند أهل السنة، وأن غالب الإثبات في الكتاب والسنة أو على طريقة السلف إثبات مفصل، وغالب النفي الغالب أنه نفي مجمل، فمن ذلك الإثبات المفصل لأسماء الله في القرآن: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الحشر:22] اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] ومن الإثبات المفصل في الصفات قوله: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [المائدة:119] يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [المائدة:54].
.
إلى غير ذلك.
فالإثبات المفصل والنفي المجمل هو الغالب على الطريقة القرآنية النبوية طريقة أهل السنة والجماعة، ولكن يقع في القرآن إثبات مجمل ونفي مفصل، ومثاله في الأسماء قوله تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الأعراف:180] وفي الصفات وقوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى [النحل:60]أي: الوصف الأكمل.
ومثال النفي المفصل في القرآن قوله تعالى: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49] وقوله تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة:255] لكن ينبه إلى أن ما يقع من النفي المفصل فإنه يتضمن ثبوت كمال الضد؛ لأن النفي المحض -أي: الذي لا يتضمن أمراً ثبوتياً- ليس بشيء، فلا يكون كمالاً، بل يكون في جمهور الموارد نقصاً ينزه الله تعالى عنه؛ ولهذا كل نفي مفصل في القرآن فإنه يتضمن ثبوت كمال الضد، فقوله: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49] أي: لكمال عدله، وقوله: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة:255] أي: لكمال حياته وقيوميته.
.وهلم جرا.
هنا
* فالواجب أن ندور مع السنة حيث دارت- نفيًا وإثباتًا- ولا نتجاوز كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ،فنصف الله بالإثبات كما أثبت هو عز وجل لنفسه ، وكما أثبت ذلك له رسوله صلى الله عليه وسلم
وأيضًا نصفه بالنفي ،نفي النقائص عنه ،ونفي مماثلة أحد من خلقه في شيء من صفاته ، فكما أننا نثبت له ما أثبته لنفسه ؛فإننا ننفي عنه ما نفاه عن نفسه
وهذا معنى قول أهل العلم : صفات الله تنقسم لثبوتية وسلبية،أي صفات إثبات وصفات نفي.
*الصفات الثبوتية تنقسم إلى: صفات ثبوتية فعلية وصفات ثبوتية ذاتية
صفة ذاتية : كالحياة والعلم والقدرة، واليد ، والوجه
صفة فعلية: كالاستواء والنزول
ثم بعد أن بين لنا الشيخ الصفات وأنواعها بين الواجب علينا تجاهها ، فالثبوتية يجب علينا : إثباتها كما أثبتها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لما ذكر الشيخ الواجب ، ذكر الدليل على هذا الواجب
الدليل السمعي والدليل العقلي
السمعي: قوله تعالى :" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ...." سورة النساء، الآية: 136
أخذ الشيخ العثيمين من هذه الآية ثلاثة أوجه للدلالة على وجوب إثبات صفات الله عز وجل كما أثبتها لنفسه
الوجه الأول :: قوله تعالى :" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ.."

فالإيمان بالله يتضمن: الإيمان بصفاته.
الوجه الثاني:
في قوله تعالى " آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ.."
أل للعهد والمقصود الكتاب المعهود المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ألا وهو القرآن الكريم
والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله، على الوجه اللائق بكمال الله عز وجل. وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسِلِه، وهو الله - عز وجل.
ومن لم يؤمن بصفات الله التي دل عليها القرآن ما آمن بالقرآن
الأمر بالشيء لمن هو فاعل له ؛أمر بالاستزادة فيه
إذن قوله تعالى:" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ.."
________

1- لايظلمون لضعفهم وعدم قدرتهم على ظلم أحد

صفات نقص في حقه كالموت، والنوم، والنسيان، والعجز،والجهل، والتعب.
1" وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرً‌ا" هنا

فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.

نفي النوم
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " البقرة 255 هنا
نفي الظلم
قوله تعالى:(وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)
سورة الكهف، الآية: 49..نفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله.
*نفي العجز والجهل
في قوله تعالى: "
أَوَلَمْ يَسِيرُ‌وا فِي الْأَرْ‌ضِ فَيَنظُرُ‌وا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرً‌ا"سورة فاطر،.
. فنفي العجز عنه يتضمن كمال علمه وقدرته. ولهذا قال بعده: (إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً). لأن العجز سببه إما الجهل بأسباب الإيجاد،وإما قصور القدرة عنه فلكمال علم الله تعالى وقدرته لم يكن ليعجزه شيء في السموات ولا في الأرض.
وقال مصنِّف الطحاوية: نفي الجهل لا يعني إثبات العلم ولكن إثبات العلم يعني نفي الجهل، هنا
*نفي النسيان

" وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ‌ رَ‌بِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَ‌بُّكَ نَسِيًّا" هنا
*نفي التعب "اللغوب"
. وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ" هنا

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-23-2014 الساعة 04:19 AM