عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09-25-2011, 07:34 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الإحسان في عبادة الله
(والإحسان في عبادة الله له ركن واحد بينه
النبي صلى الله عليه وسلم
بقوله: (أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) (1)
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن مرتبة الإحسان على درجتين
وأن المحسنين في الإحسان على درجتين متفاوتتين
الدرجة الأولى: وهي (أن تعبد الله كأنك تراه)

الدرجة الثانية: أن تعبد الله كأنه يراك
والمعنى إذا لم تستطع أن تعبد الله كأنك تراه وتشاهده رأي العين
فانزل إلى المرتبة الثانية، وهي أن تعبد الله كأنه يراك.
فالأولى عبادة رغبة وطمع، والثانية عبادة خوف ورهب)

2- الإحسان إلى الوالدين

جاءت نصوص كثيرة تحث على حقوق الوالدين وبرهما
والإحسان إليهما
قال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا
وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " [الإسراء:24]


قال القرطبي: (قال العلماء: فأحق الناس بعد الخالق المنان
بالشكر والإحسان والتزام البر والطاعة له والإذعان
من قرن الله الإحسان إليه بعبادته وطاعته وشكره
بشكره وهما الوالدان
فقال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ)

وقوله تعالى:" قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" [الأنعام: 151]

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟
قال: الصلاة لوقتها.
قال قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين.
قال قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله 00) (2)

قال الإمام الرازي: (أجمع أكثر العلماء
على أنه يجب تعظيم الوالدين والإحسان إليهما إحسانا غير مقيد
بكونهما مؤمنين
لقوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[البقرة:83]
[النساء:36] و [الأنعام:151] و[الإسراء:23]

3- الإحسان إلى الجار
عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيرا أو ليسكت)(3)

4- الإحسان إلى اليتامى والمساكين
ومن الإحسان إلى اليتامى والمساكين المحافظة على حقوقهم
والقيام بتربيتهم، والعطف عليهم، ومد يد العون لهم
قال تعالى:" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ "[البقرة: 83]

(فإن الإحسان إليهم والبر بهم وكفالة
عيشهم وصيانة مستقبلهم
من أزكى القربات بل إن العواطف المنحرفة
تعتدل في هذا المسلك وتلزم الجادة

فعن أبي هريرة أن رجلا شكا إلى رسول الله قسوة قلبه
فقال: (امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين)(4)

وفي رواية: أن رجلا جاءه يشكو قسوة قلبه
فقال له: (أتحب أن يلين قلبك ، وتدرك حاجتك ؟
ارحم اليتيم ، وامسح رأسه ، أطعمه من طعامك ؛
يلن قلبك ، وتدرك حاجتك )(5)
وذلك أن القلب يتبلد في المجتمعات التي تضج بالمرح الدائم
والتي تصبح وتمسى وهي لا ترى من الحياة غير آفاقها الزاهرة
ونعمها الباهرة والمترفون إنما يتنكرون لآلام الجماهير لأن الملذات
التي تُيسر لهم تغلف أفئدتهم وتطمس بصائرهم
فلا تجعلهم يشعرون بحاجة المحتاج وألم المتألم وحزن المحزون
والناس إنما يرزقون الأفئدة النبيلة والمشاعر المرهفة
عندما ينقلبون في أحوال الحياة المختلفة ويبلون
مس السراء والضراء.. عندئذ يحسون بالوحشة
مع اليتيم وبالفقدان مع الثكلى وبالتعبة مع البائس الفقير)

الأمثال في الإحسان

يتـ إن شاء الله ـبــع

***
(1)الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 50-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
***
(2)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2782-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
***
(3)الراوي: أبو شريح العدوي الخزاعي الكعبي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 48-خلاصة حكم المحدث: صحيح
***
(4)الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2545-خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
***
(5)الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2544-خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره



رد مع اقتباس