عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-17-2011, 12:51 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
بسم الله الرحمن الرحيم

الأمر بالإحسان والترغيب فيه من القرآن والسنة




الأمر بالإحسان والترغيب فيه من القرآن الكريم:
وقال سبحانه:" إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ
وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "[النحل:90]
قال السعدي: (العدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه
وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه
ومن العدل في المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء
وسائر المعاوضات
بإيفاء جميع ما عليك فلا تبخس لهم حقا ولا تغشهم
ولا تخدعهم وتظلمهم.
فالعدل واجب، والإحسان فضيلة مستحب
وذلك كنفع الناس بالمال والبدن والعلم
وغير ذلك من أنواع النفع حتى إنه يدخل فيه الإحسان
إلى الحيوان البهيم المأكول وغيره
وخص الله إيتاء ذي القربى -وإن كان داخلا في العموم
لتأكد حقهم وتعين صلتهم وبرهم
والحرص على ذلك.

ويدخل في ذلك جميع الأقارب قريبهم وبعيدهم
لكن كل ما كان أقرب كان أحق بالبر)

وقال تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ" [البقرة: 83]

أي: (أحسنوا بالوالدين إحسانا
وهذا يعم كل إحسان قولي وفعلي مما هو إحسان إليهم
وفيه النهي عن الإساءة إلى الوالدين
أو عدم الإحسان والإساءة
لأن الواجب الإحسان، والأمر بالشيء نهي عن ضده.
وللإحسان ضدان: الإساءة، وهي أعظم جرما
وترك الإحسان بدون إساءة، وهذا محرم
لكن لا يجب أن يلحق بالأول
وكذا يقال في صلة الأقارب واليتامى، والمساكين
وتفاصيل الإحسان لا تنحصر بالعد، بل تكون بالحد.

ثم أمر بالإحسان إلى الناس عموما
فقال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف
ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العلم، وبذل السلام
والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب.

ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله
أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق
وهو الإحسان بالقول، فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام
القبيح للناس حتى للكفار)

وقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ
فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ
وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ
فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ" [البقرة: 178]

وقوله: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ
وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ
وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
[القصص: 77]

قال الشوكاني: في تفسير قوله: وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ
(أي: أحسن إلى عباد الله كما أحسن الله إليك
بما أنعم به عليك من نعم الدنيا)

وقال عز من قائل: "إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ"
[الأعراف:56]
قال ابن القيم: (وقوله تعالى" إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56]
فيه تنبيه ظاهر على أن فعل هذا المأمور به هو الإحسان
المطلوب منكم ومطلوبكم أنتم من الله هو رحمته
ورحمته قريب من المحسنين الذين فعلوا ما أمروا به
من دعائه خوفا وطمعا فقرب مطلوبكم منكم
وهو الرحمة بحسب أدائكم لمطلوبه منكم وهو الإحسان الذي هو
في الحقيقة إحسان إلى أنفسكم فإن الله تعالى هو الغني الحميد
وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم.

وقوله إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ
له دلالة بمنطوقه ودلالة بإيمائه وتعليله ودلالة بمفهومه فدلالته
بمنطوقه على قرب الرحمة من أهل الإحسان ودلالته بتعليله
وإيمانه على أن هذا القرب مستحق بالإحسان
فهو السبب في قرب الرحمة منهم ودلالته بمفهومه
على بعد الرحمة من غير المحسنين فهذه ثلاث دلالات لهذه الجملة.

وإنما اختص أهل الإحسان بقرب الرحمة منهم لأنها إحسان
من الله أرحم الراحمين وإحسانه تعالى إنما يكون لأهل الإحسان
لأن الجزاء من جنس العمل
فكما أحسنوا بأعمالهم أحسن إليهم برحمته.

وأما من لم يكن من أهل الإحسان
فإنه لما بعد عن الإحسان بعدت عنه الرحمة
بعدا ببعد وقربا بقرب فمن تقرب بالإحسان تقرب الله إليه برحمته
ومن تباعد عن الإحسان تباعد الله عنه برحمته
والله سبحانه
يحب المحسنين وببغض من ليس من المحسنين
ومن أحبه الله فرحمته أقرب شيء منه ومن أبغضه فرحمته
أبعد شيء منه والإحسان هاهنا هو فعل المأمور به
سواء كان إحسانا إلى الناس أو إلى نفسه فأعظم الإحسان الإيمان والتوحيد والإنابة إلى الله
والإقبال عليه والتوكل عليه وأن يعبد الله كأنه يراه إجلالا ومهابة
وحياء ومحبة وخشية فهذا هو مقام الإحسان
كما قال النبي وقد سأله جبريل عن الإحسان
فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه)(1)
***
(1)الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 9
خلاصة حكم المحدث: صحيح



التعديل الأخير تم بواسطة هند ; 07-29-2011 الساعة 11:40 AM
رد مع اقتباس