الموضوع: قصص وعبر
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 10-02-2012, 12:42 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
الحطاب والهارب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحطاب والهارب

بينما كان حطاب يحطب ويجمع الحطب ويصنع منه أكواماً قبل نقله إلى بيته ، إذا بشاب يركض ويلهث من التعب ، فلما وصل إليه طلب منه أن يخبئه في أحد أكوام الحطب كي لا يراه أعداؤه الذين هم في أثره يريدون قتله ، فقال الحطاب : أدخل في ذلك الكوم الكبير ، فدخل وغطاه ببعض الحطب كي لا يرى منه شيء .

وأخذ الحطاب يحتطب ويجمع الحطب .
...
وبعد قليل أبصر الحطاب رجلين مسرعين نحوه ، فلما وصلا سألاه عن شاب مر به قبل قليل ووصفاه له ، وإذا به الشاب نفسه المختبئ عنده ، فقال لهم : نعم لقد رأيته وخبأته عنكما في ذلك الكوم ابحثوا عنه فأنكم ستجدونه ، والشاب في كوم الحطب يسمع الحديث ، فكاد قلبه يقف لشدة الخوف والهلع عندما سمع الحطاب يخبرهم بمكانه .

فقال أحدهما للآخر : إن هذا الحطاب الخبيث يريد أن يشغلنا في البحث عنه في كوم الحطب الكبير هذا ليعطيه فرصة للهرب ، لا تصدقه ، فليس من المعقول أن يخبئه ثم يدل عليه ، هيا نسرع للحاق به .

ومضيا في طريقهما مسرعين .

ولما ابتعدا واختفيا عن الأنظار خرج الشاب من كوم الحطب مذهولاً مستغرباً ، وقد بدت عليه آثار الاضطراب والخوف والغضب ، فقال معاتباً الحطاب : كيف تخبئني عندك وتخبرهم عني ، أليس لك قلب يشفق ؟ !

أليست عندك رحمة .. أليس .. أليس ... ؟

فقال الحطاب : يا بني إذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى ، و الله لو كذبت عليهم لبحثوا عنك ووجدوك ثم قتلوك . سر على بركة الله وإياك والكذب .
وأعلم أن الصدق طريق النجاة

منقول

15 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ( بينما ثلاثةُ نفرٍ ممن كان قبلكم يمشون، إذ أصابهم مطرٌ، فأووا إلى غارٍ فانطبق عليهم، فقال بعضُهم لبعض : إنه والله يا هؤلاء، لا ينجيكم إلا الصدقُ، فليدعُ كلُّ رجلٍ منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه . فقال واحدٌ منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجيرٌ عمل لي على فرَقٍ من أرزٍ، فذهب وتركه، وإني عمدتُ إلى ذلك الفرَق فزرعتُه، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرًا، وأنه أتاني يطلبُ أجرَه، فقلتُ : اعمد إلى تلك البقر فسُقها، فقال لي : إنما لي عندك فرَقٌ من أرزٍ، فقلت له : اعمد إلى تلك البقرِ، فإنها من ذلك الفرَق، فساقها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرِّج عنا، فانساحت عنهم الصخرةُ . فقال الآخرُ : اللهم إن كنت تعلم : كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت آتيهما كلَّ ليلةٍ بلبنِ غنمٍ لي، فأبطأت عليهما ليلةً، فجئت وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغَون من الجوع، فكنتُ لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، فكرهتُ أن أوقظهما وكرهتُ أن أدَعهما فيستكنا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجرُ، فإن كنت تعلم أني فعلتُ ذلك من خشيتك ففرِّج عنا، فانساحت عنهم الصخرةُ حتى نظروا إلى السماءِ . فقال الآخرُ : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنةُ عمٍّ، من أحب الناسِ إليَّ، وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائةِ دينارٍ، فطلبتها حتى قدرتُ، فأتيت بها فدفعتُها إليها فأمكنتني من نفسها، فلما قعدتُ بين رجلَيها، قالت : اتقِ اللهِ ولا تفضَّ الخاتمَ إلا بحقه، فقمتُ وتركتُ المائةَ دينارٍ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتِك ففرِّج عنا، ففرج الله عنهم فخرجوا ) .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3465
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

الدرر السنية





التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-02-2012 الساعة 12:49 AM