عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-23-2012, 10:00 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي مفــاسد ومحــاذير في عرض صور قتلى وجرحى المسلمين .

مفــاسد ومحــاذير في عرض صور قتلى وجرحى المسلمين

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
تُعتبر الصُّور من إحدى أدوات الثقافة والمعرفة في عصرنا الحاضر؛
بل نستطيع أن نُطلقَ على وقتنا هذا عصرَ الصُّور؛ حيث
أصبح النَّاس يميلون إليها أكثرَ من أيِّ وقتٍ سابق.

حتى قيل: صورةٌ واحدة أفضلُ مِن ألف نصٍّ.


وهي متعدِّدة بتعدُّد وسائلها؛ فهناك الصور الفوتوغرافية،
وصور الإنترنت، وصور الفضائيات، وصور السينما والتلفاز.


وحكم التصوير لكلِّ ذي رُوحٍ - آدميًّا كان أو غيره - حرامٌ شرعًا؛ قال - صلَّى الله علَيه وسلَّم -: ((مَن صوَّر صُورةً في الدُّنيا كُلِّفَ يومَ القيامةِ أنْ يَنفُخَ فيها الرُّوح، وليس بنافِخٍ))؛ رواه البخاري (5618)، ومسلم (2110)،(1) وقال: ((إنَّ الذين يَصنعونَ هذه الصُّورَ يُعَذَّبون يومَ القيامةِ، يُقال لهم: أَحْيوا ما خَلقْتُم))؛ رواه البخاري (5951).(2)

إلاَّ إذا دعتِ الحاجة إليه، وذَكَر بعضُ أهل العلم جوازَ التصوير من أجْل مصلحة راجحة؛ مثلاً: تصوير الأعداء في ميادين الحروبِ والقتال، وأماكن تجمُّعاتهم وتحركاتهم، ومخازن أسلحتهم؛ لأنَّ هذه الصور ستساعِدُ المسلمين على التعامُل مع العدو.


• والصور التي نقصدها هنا:
هي صور قتل الأبرياء مِن الرِّجال والنِّساء والأطفال في بلاد المسلمين، التي تتسابق وسائلُ الإعلام على نشرها مواكبةً للأحداث، فتنشر صُورَهم بطريقةٍ غير إنسانية وغير أخلاقيَّة؛ فترى الأشلاء والأطرافَ المبتورة، والوجوه المحروقة، والرِّقاب المقطوعة، والعوْرات المكشوفة.

فالتسابُق الإعلاميُّ أصبح تسابقًا على نشْر أكثر الصُّور دمويَّة، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاَّ بالله.


فهؤلاء متطوعون يحاولون إخراجَ جثة طفلة من تحت الأنقاض بشدِّها مِن قدمها.


وهذا آخَرُ يصرخ لنجدةِ فتاة محروقة.


وهذا يحمل جثةً شبه عارية مفحمة من تحت الأنقاض.


وهذا شهيد (
نحسبه) مقطوع نِصفين.

وهذه امرأة متكشفة ملقاة على الطَّريق غارقة في دمائها.


وهذا رجلٌ يبكي أولادَه الخمسة، وهم تحت الأشلاء أمامَه.


وهذا آخرُ يحتضن ما تبقَّى من ذَويه ويصرخ.


واللهِ، إنَّ الكلامَ في مثل هذا الأمر ليكفي، ومنه العين لتدمع وتبكي.


• فيجب أن يكونَ لمثل هذه الصُّور ضوابطُ في عرضها:

فليستْ كلُّها مقبولة، وليست كلها تحقِّق المرادَ الحسن من نشرها - إن وُجد - حيثُ إنَّ لنشرها آثارًا سلبيَّة؛ منها:
- نشرُ الرُّعب والفزع والخوف في نفوس المسلمين بما يَرون مِن صُور مفزعة؛
فالقتل والخراب والدَّمار والألم والدموع في كلِّ مكان.
- كشف بعض عوْرات المسلمين، رِجالاً ونساءً وأطفالاً.
- إظهار قوَّة اليهود، وأنَّهم قوَّةٌ لا تُهزم، وكأنَّهم يقولون:
إذا لم تخضع لنا فمصيرُك مثل هؤلاء.
- شيوع رُوح الهزيمة النفسيَّة للمسلمين.
- استغلال أهل الفساد ما للصُّورة من تأثير على النَّاس؛
لنشرِ أفكارهم الهدَّامة، وجعلها بوابة لهم في تغيير قناعات النَّاس.
- استباحة الشُّعوب، وبيان رُخْص دمِ المسلمين.
- تمييع الشَّباب، ونَشْر حسِّ اللامبالاة.

• ضوابط عرض الصور:

لا مانعَ من عرض بعض الصُّور، إن كان فيها فائدةٌ للمسلمين؛ مِن معايشتهم للحَدَث،
وشعورهم بإخوانهم، ولمس الحقائق المحيطة بهم؛ ولكنْ كلُّ هذا بضوابطَ؛ منها:
البعد تمامًا عن تصوير عوْرات المسلمين ونشرها؛
((ومَن ستر مُسلِمًا سترَه الله يوم القيامةِ))؛ رواه البخاري (2310)، ومسلم (2580).(3)

- عدم تصوير التمثيل بموتى المسلمين، من الأشلاء والأطراف المبتورة، والوجوه المحروقة،
والرقاب المقطوعة؛ لِمَا تَبثُّه من رعب وفزع، والاكتفاء
بنشر الخبر مع صُورِ البيوت والمنازل المهدومة.


- عرْض الصُّور التي تبثُّ رُوحَ الشجاعة والقوَّة،
والصبر للمسلمين على أذى اليهود المعتدين.


• هل يجوز حثُّ المسلمين على التبرُّع لإخوانهم بنشر مثل هذه الصور؟!

"هذا العملُ غير مناسب، لا يجوز إقامة الصُّور للجرحى؛ لكن يُدعى المسلمون للتصدُّق على إخوانهم، ويُبلَّغون أنَّ إخوانهم مضيَّق عليهم، وأنَّهم يجري عليهم ما يجري من فعْل اليهود دونَ أن يعرضوا صُورًا، أو يعرضوا جرحى؛ لأنَّ هذا فيه استعمال للتصوير، وأيضًا في هذا تكلُّفٌ لم يأمرِ الله - تعالى - به، وفيه أيضًا تفتيتٌ لعضد المسلمين؛ لأنَّه حينما تُعْرض صور مسلم ممثل به، أو مقطع الأعضاء أمامَ النَّاس، فهذا ممَّا يُرعِب المسلمين، ويُرهبهم مِن فِعْل الأعداء، والواجبُ على المسلمين ألاَّ يُظهروا الضعفَ، وألاَّ يُظهروا الإصاباتِ، وألاَّ يُظهروا هذه الأمورَ، بل يكتمونها حتَّى لا يَفتُّوا في عضد المسلمين"؛ "الإجابات المهمة (2/105) للشيخ صالح الفوزان".

• وأخيرًا:

هل يَعتقد المسؤولون عن تلك الفضائيات والصُّحف ومواقع (الإنترنت): أنَّنا على درجة من الغباء جدًّا لا نستطيع فيه تخيُّلَ الموت إلاَّ إذا رأينا الأطراف الممزقة، أو أيادي أبطال الإسعاف يسحبون جثَّةَ رجلٍ من قدميه من تحت الدَّمار؟! وهل يُقدِّرون حقًّا نتائج هذه (الأمانة) الصحفية؟! هل فكَّروا في الأثر الذي ستتركه صُورُهم على أُمَّتنا راهنًا ومستقبلاً؟!

ولعلَّه من المفيد التذكير هنا أنَّ هناك مواثيقَ شرفٍ إعلاميَّة في العديد من بُلدان العالَم تمنع من نشر الصُّور (المتطرفة) للموت، بغض النظر عن الظَّرف المتعلِّق بها، سياسيًّا كان، أم غير ذلك.


ومن المعروف أنَّ المحطَّات الأوربيَّة، لم تنشرْ صور جثثٍ مشوهة قتلتها التفجيرات في مدريد، كما أنَّ أحدًا لم يُرِد عرْض الجثثِ المحروقة أو المشظاة الناجمة عن تفجيرات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة الأمريكيَّة؛ بل إنَّ روسيا الاتحاديَّة التي بثَّت صورَ الأطفال الضحايا في عملية اقتحام مدرسة بيسلان، عادتْ واعتذرت لعائلات الضحايا، وأقرَّتْ ميثاقَ شرف يمنع بثَّ صورٍ متطرفة عن القتلى أيًّا كان الاعتبار السِّياسي"؛ "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، بتصرف.


والحمد لله...

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
منـــقـــــــول
كتبه : الأستاذ : ســامح محمد عيد
الألوكــة
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
(1)رواه البخاري» الجامع الصحيح » كِتَاب اللِّبَاسِ » باب مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ...»حديث رقم 5536 » هنــــا
(2)
رواه البخاري» الجامع الصحيح » كِتَاب اللِّبَاسِ » باب عَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...»حديث رقم 5525 » هنــــا
(3)
رواه البخاري» الجامع الصحيح »كِتَاب الْمَظَالِمِ وَالْغَصْبِ » بَاب لا يَظْلِمُ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمَ وَلا يُسْلِمُهُ ...»حديث رقم 2275 » هنــــا

يتبـــــــــــــ إن شــاء الله ــــــــــــــــــــــع

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 04-01-2012 الساعة 11:35 PM
رد مع اقتباس