عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-24-2015, 02:42 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
الإشارة الثالثة:

يَحسن من العبد كذلك أن ينظر في حكم التكرار، فإن التكبير كسائر الذكر كلاهما مطلوب ترديده، فمبناه على التكرار، وطلب الشرع ذلك على نوعين:
الأول: أن يعلق الجزاء على عددٍ مقيَّد، فالظاهر عدم حصول الموعود دون ذلك العدد؛ مثاله :
قال البخاري في صحيحه :حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : أخبرنا مالك عن سمي عن مولى أبي بكر، عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك
حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك
).
صحيح البخاري / 59- كتاب: بدء الخلق / 11 - باب :صفة إبليس وجنوده / حديث رقم :3293 / ص: 387

الثاني: أن يأتي الطلب مطلقـًا غير مقيّد؛

* كتعليق الأجر على الذِّكْر ولو مرة؛ مثاله :
عن جابر ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال: سبحان الله العظيم وبحمده؛ غُرست له نخلة في الجنة"
رواه الترمذي في سننه / تحقيق الشيخ الألباني / 45- كتاب الدعوات /60- باب / حديث رقم :3464 /ص:787

* أو أن يعلّق الأجر على مطلق الذكر؛ كما في قوله تعالى:
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152] . ويندرج تحته التكبيرفمنفعة هذا الذّكر المطلق تراكميّة؛ إذ لا تحصل دفعة واحدة بل يكون التحصيل بِحَسَبِ تَكرار العبدِ لها.
وفيه اعتناء الشرع بالمكلَّفين ورحمة الله بهم؛ إذ نَدَبَهم إلى تَكرار الذَّكر ليستدرك العبد ما يمكن أن يفوته أولاً من معاني كلمات الذكر في كلّ مرة يُرَدِّدُها، وليتأكّد في قلبه ما حصل من معاني العبودية، لتتمكَّن منه وتستوطنه، فحَقُّ ذلك أن يُراعي العبد كلّ مرّة تحقيق ما فاته في المرّة السابقة، فيَتَرَقَّى على دَرَجِ الذكر.
فكذلك التكبير المطلق حقّه أن يُسعف العبد إذا ما أعوزه ما فات، وتسلم كل تكبيرة إلى الأخرى محصول معاني السّابق لها وزيادة المعنى الذي فيها.
رد مع اقتباس