عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-30-2012, 03:19 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
Haedphone

صور من محاسبة الصالحين لأنفسهم

على كل مسلم أن يقف مع نفسه وقفة يحاسبها في الدنيا على كل فعلة فعلها وعلى كل كلمة قالها ، فإن من حاسب نفسه في الدنيا خفَّ عليه الحساب في الآخرة .
ولقد كان سلفنا الصالح يحاسبون أنفسهم حتى عند سكرات الموت !!! .....
* عن ابن شُماسةَ المَهْرِيِّ ، قال : حَضَرْنَا عمرو بنَ العاصِ وهو في سياقةِ الموتِ ، فبكى طويلًا وحوَّلَ وَجْهَهُ إلى الجدار . فجعل ابنُهُ يقول : يا أبتاهُ أما بشركَ رسولُ اللهِ بكذا ؟ أما بشرك رسول الله بكذا ؟ . قال : فأقبل بوجهه فقال : إن أفضلَ ما نُعِدُّ شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسولُ اللهِ ، إني قد كنتُ على أطباقٍ ثلاثٍ ، لقد رأيتُنِي وما أحدٌ أشدَّ بُغضًا لرسول الله مِنِّي ، ولا أحبَّ إليَّ أن أكونَ قد استمكَنْتُ مِنهُ فقتلتُهُ ، فلو مُتُّ على تلك الحال لكنتُ من أهل النار . فلما جعل اللهُ الإسلامَ في قلبي أتيتُ النبيَّ فقلتُ : ابْسُطْ يمينَكَ فَلأُ بايِعْكَ ، فبسط يمينه . قال : فقبضتُ يدي .
قال صلى الله عليه وسلم " ما لَكَ يا عمرو ؟ " .
قال : قلت : أردتُ أنْ أشترطَ .
قال " تشترط بماذا ؟ " . قلتُ : أن يُغْفَرَ لي .
قال " أما علمت أن الإسلام يهدمُ ما كان قَبْلَهُ ؟ وأن الهجرةَ تهدمُ ما كان قبلها ؟ وأن الحجَّ يهدمُ ما كان قبله ؟ " .
وما كان أحدٌ أحبَّ إليَّ مِنْ رسول الله ولا أجَلَّ في عيني مِنْهُ ، وما كنتُ أُطِيقُ أنْ أملأ عيني منه إجلالًا له ، ولو سُئِلْتُ أن أصِفَهُ ما أطَقْتُ ، لأني لم أكنْ أملأُ عَيْنَىَّ منه ، ولو مُتُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكون من أهلِ الجنة . ثم ولينا أشياءَ ما أدرِي ما حالي فيها ، فإذا أنا مُتُّ ، فلا تَصْحَبْنِي نائحةٌ ولا نارٌ ، فإذا دفنتموني فَشُنُّوا عليَّ الترابَ شَنًّا. ثم أقِيموا حول قبري قَدْرَ ما تُنْحَرُ جزور ، ويُقْسَمُ لحْمُهَا ، حتى أستأنِسَ بكم ، وأنظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ ربِّي .

صحيح مسلم . متون / ( 1 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 54 ) ـ باب : كون الإسلام يهدم ماقبله ..... / حديث رقم : 192 ـ ( 121 ) / ص : 39 .

* عن أبي عثمان النهدي ، عن حنظلةَ الأسدي قال "كان من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "قال : لقيني أبو بكر فقال : كيف أنت ؟ يا حنظلة ! قال : قلتُ نافق حنظلة . قال : سبحان الله ! ما تقول ؟ قال : قلتُ : نكونُ عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأيَ عينٍ . فإذا خرجنا من عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، عَافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ، فنسينا كثيرًا . قال أبو بكر : فواللهِ إنَّا لنلقى مثل هذا . فانطلقتُ أنا وأبو بكر ، حتى دخلنا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . قلتُ : نافق حنظلة ، يا رسـول الله ! فقال رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ما ذاك ؟ " . قلتُ : يا رسول الله ! نكون عندَك ، تذكرنا بالنار والجنة ، حتى كأنا رأيُ عينٍ ، فإذا خرجنا من عندِك ، عَافسنا الأزواجَ والأولاد والضيعاتِ ، نسينا كثيرًا . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ! إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي ، وفي الذكر ، لصافحتكم الملائكة على فُرُشِكُم ، وفي طُرُقِكُم ، ولكن ، يا حنظلة ! ساعة وساعة".ثلاث مرات .
صحيح مسلم . متون / ( 49 ) ـ كتاب : التوبة / ( 3 ) ـ باب : فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة ، والمراقبة وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا / حديث رقم : 12 ـ 2750 / ص : 695 .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-24-2018 الساعة 07:09 AM