عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-17-2021, 03:12 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
Haedphone

التيمن :
* عن عائشة ـ رضي الله عنه ـ قالت :كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ ما اسْتَطَاعَ في طُهُورِهِ وتَنَعُّلِهِ وتَرَجُّلِهِ - وكانَ قالَ: بوَاسِطٍ قَبْلَ هذا - في شَأْنِهِ كُلِّهِ."صحيح البخاري
وتأكيد " الشأن " بقوله " كله " يدل على التعميم . فتح الباري بشرح صحيح البخاري/ ج : 1 / ص : 324 .
فيسن البداءة باليمين في كل شأن .
كان الصَّحابةُ الكرامُ رِضوانُ اللهِ عليهم يَرقُبون أفعالَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّتَه؛ ليَتعلَّموا منه ويَعمَلوا بها ويُبلِّغوها مَن بعدَهم.وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ أمُّ المؤمنينَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُعجِبُه التَّيَمُّنُ، وهو لَفظٌ مُشتركٌ بيْن الابتداءِ باليَمينِ، وأخْذِ الشَّيءِ وإعطائِه باليَمينِ، والتَّبرُّكِ، وقصْدِ اليَمينِ؛ فكان يَسُرُّه ويَطِيبُ له أنْ يَبدَأَ باليَمينِ في جَميعِ الأعمالِ الشَّرِيفةِ، قيل: لأنَّه كان يُحِبُّ الفألَ الحَسَنَ؛ إذ أصحابُ اليمينِ أهلُ الجَنَّةِ، وزاد البُخاريُّ في رِوايةٍ"ما استطاعَ" فنَبَّهَ على المُحافَظةِ على ذلك ما لم يَمنَعْ مانعٌ، ومِن ذلك أنَّه كان يَبدَأُ بالجِهة اليُمنى في لُبسِ نَعلِه وحِذائِه، فيُلبِسُ رِجلَه اليُمنى قبلَ اليُسرى، "وتَرَجُّلِه"، فيَبدَأُ باليمينِ عندَ تَسريحِ شَعرِ رَأسِه بالمُشطِ، "وطُهورِه" فيَبدَأُ باليمينِ في طَهارةِ الحَدَثِ مِن وُضوءٍ أو غُسلٍ، فيُقدِّمُ اليَدَ اليُمنى على اليُسرى في الوُضوءِ، والمَيَامِنَ على المَيَاسِرَ في الغُسلِ، وغَيرِها مِن الأعمالِ، أمَّا الأعمالُ الخَبيثةُ المُستقذَرةُ فإنَّه يَستعمِلُ لها اليَسارَ، ويَبدَأُ باليَسارِ، كالاستنجاءِ ودُخولِ بَيتِ الخَلاءِ.وقيل: كأنَّه ذكَرَ التَّنعُّلَ لتَعلُّقِه بالرِّجْلِ، والتَّرجُّلَ لتَعلُّقِه بالرَّأسِ، والطُّهورَ لكَونِه مِفتاحَ أبوابِ العِبادةِ، فكأنَّه نبَّهَ على جَميعِ الأعضاءِ وأنَّه كان يَتيمَّنُ بها كلِّها فيما يَشرُفُ مِن أعمالِها. الدرر.
ينبغي للعبد إذا تطهر, أن يبدأ باليمين من اليدين والرجلين, قبل اليسار، وأن يجعل يمناه لأكله وشربه, وأخذه وعطائه، فمن سمى الله عند أكله وشربه, وتناول أكله وشربه بالأدب باليمين, وحمد الله إذا فرغ؛ نال رضى رب العالمين، أو ناول أحدًا شيئاً, أو تناول منه؛ فليكن ذلك باليمين.
ومن صافح غيره صافحه باليمين، ومن أدار على جماعة طعامًا أو شرابًا أو طيبًا أو غيرها؛ بدأ بالأيمن فالأيمن, ولو كان الأيسر فاضلًا والأيمن مفضولًا، إلاّ إن يؤثِر صاحبُ الحقِّ غيرَهُ بالتقديم.
*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ باليَمِينِ، وإذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بالشِّمَالِ، لِيَكُنِ اليُمْنَى أَوَّلَهُما تُنْعَلُ، وَآخِرَهُما تُنْزَعُ." صحيح البخاري.

*قِيلَ له- أي لسلمان الفارسي- قدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كُلَّ شيءٍ حتَّى الخِراءَةَ قالَ: فقالَ: أجَلْ لقَدْ نَهانا أنْ نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ لِغائِطٍ، أوْ بَوْلٍ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ باليَمِينِ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ بأَقَلَّ مِن ثَلاثَةِ أحْجارٍ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ برَجِيعٍ، أوْ بعَظْمٍ." صحيح مسلم.

في هذا الحديثِ: بيانُ ما كان عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من إرشادِ أُمَّتِه وتَعليمِها كلَّ ما يَنفعُها حتَّى في أدقِّ الأمورِ.
وفيه: بَيانٌ لآدابِ قَضاءِ الحاجةِ الَّتي يَنبغي لكلِّ مُسلمٍ أنْ يَحرِص عليها.الدرر.


آداب الشرب :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا يَشْرَبَنَّ أحَدٌ مِنكُم قائِمًا، فمَن نَسِيَ فَلْيَسْتَقِئْ.صحيح مسلم .
* "كانَ أنَسٌ يَتَنَفَّسُ في الإنَاءِ مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلَاثًا، وزَعَمَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا."الراوي : أنس بن مالك -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم. 5631 .
يَتَنَفَّسُ في الإنَاءِ :أي يتنفس خارج الإناء.
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسَنَ النَّاسِ تَعليمًا وتَربيةً، وقدْ علَّمَ أُمَّتَه آدابَ الطَّعامِ والشَّرابِ، والتزم الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم هَدْيَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في كلِّ ذلك، ونقلوه إلينا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ ثُمَامةُ بنُ عبدِ الله بنِ أنَسِ بنِ مالِكٍ: أنَّ جَدَّه أنسَ بنَ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه كانَ يَتَنفَّسُ في الإِناءِ مرَّتينِ أو ثَلاثًا، وأنَسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه كانَ خادِمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِنْ أكثَرِ النَّاسِ اطِّلاعًا على هدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الطَّعامِ والشَّرابِ وغيرِ ذلكَ، وقَدْ كانَ أنسٌ يَشرَبُ حاجَتَهُ مِن الماءِ على مرَّتينِ أو ثَلاثِ مرَّاتٍ، يَقطَعُ شَرابَهُ كلَّ مرَّةٍ ويتنفَّسُ. و(أو) هنا للتنويعِ، فيكونُ المعنى: أحيانًا يَشرَبُ على مرَّتين، وأحيانًا يشرَبُ على ثلاثٍ. وربما تكونُ (أو) للشَّكِّ مِنَ الرَّاوي. وقولُه"يتَنفَّسُ في الإِناءِ"، والمعنى أنَّهُ كانَ يُخرجُ نفَسَه أثْناءَ الشُّربِ بَعيدًا عنِ الإِناءِ وهوَ مُمسِكٌ بهِ في يَدِهِ.
وأخبر أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ هذا كانَ هَدْيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في طَريقةِ الشُّربِ، يَشربُ حاجَتَهُ من الماءِ على ثلاثِ مرَّاتٍ، يقطعُ شرابَهُ كلَّ مرَّةٍ ويتنفَّسُ.
وهُوَ أعْظمُ للرِّيِّ والشِّبَعِ مِن الماءِ معَ دَفْعِ ضَررٍ بَرْدِ المَعِدَةِ وضعْفِ الأَعصابِ عندَ شُربِ ماءٍ كَثيرٍ دَفْعةً واحدةً. وهذا مع ما فيهِ من آدابِ الشُّربِ؛ لِئَلَّا يَستقذرَ أحدٌ الإناءَ، فَيَمتنِعَ عَنِ الشُّربِ مِن هذا الإناءِ، وحتَّى لا يَتغيَّرَ الإناءُ بِكثرةِ التَّنفُّسِ فيه.
وفي الحَديثِ: مشروعيَّةُ الشُّربِ على مرَّتينِ أو ثلاثٍ.الدرر.
رد مع اقتباس