عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-17-2021, 03:10 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
Haedphone

قال صلى الله عليه وسلم" سَِترُ ما بين أعينِ الجنِّ، وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ."الراوي : علي بن أبي طالب-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح الترمذي

* قال صلى الله عليه وسلم" من نام وفي يدهِ غمرٌ ولم يغسلْهُ فأصابه شيءٌ ، فلا يلومنَّ إلَّا نفسَه" .الراوي : أبو هريرة-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم : 3852 - - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

غمرٌ: الدسم . الحِرصُ على النَّظافةِ الشَّخصيَّةِ في أثناءِ اليومِ وقبلَ النَّومِ مِن الأشياءِ المهمَّةِ، الَّتي رغَّبَت فيها الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم "مَن نامَ وفي يَدِه غَمَرٌ"، وهي: بَعضُ آثارِ اللَّحمِ مِن دسَمٍ وغَيرِه؛ نَتيجةَ عدَمِ غَسْلِ اليَدِ، "ولَم يَغْسِلْه فأصابَه شيءٌ"؛ مِنَ أذى "فلا يَلومَنَّ إلَّا نَفْسَه"؛ لأنَّه قد فوَّتَ ما علَيه فِعلُه، ولم يَهتَمَّ بحقِّ نفْسِه عليه.
* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم " لَوْ أنَّ أحَدَكُمْ إذَا أتَى أهْلَهُ قالَ باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بيْنَهُما ولَدٌ لَمْ يَضُرُّهُ."الراوي : عبدالله بن عباس-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري.

الدُّعاء يَصرِفُ البَلاءَ، ويُعتَصَم به مِن نَزَغَاتِ الشَّيطانِ وأَذاه.
وفي هذا الحديثِ يُرشِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى دُعاءٍ يقولُه الرَّجلُ عندما يُريدُ أنْ يُجامِعَ أهْلَه، فيَقول"باسمِ اللهِ، اللَّهمَّ جَنِّبْني الشَّيطانَ، وجَنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنا"أي: اللهُمَّ باعِدْ بيني وبين الشَّيطانِ، وباعِدْ بينه وبين كُلِّ ما أعطَيْتَنَا إيَّاه في هذه الليلةِ مِن الوَلَدِ، ثُمَّ يُخبِر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن فائدةِ هذا الدُّعاءِ؛ وهي أنَّه لو قَدَّر اللهُ تعالَى ورُزِقَا ولَدًا مِن هذا الجِماعِ؛ فإنَّ ذلك الولدَ يكونُ في عِصمةِ اللهِ مَحفوظًا مِن الشَّيطانِ مُدَّةَ حَياتِه، فلا يَمَسُّه بأذًى، والمقصودُ: عَدَمُ تَسلُّط الشيطانِ عليه بالكُلِّيَّةِ، وأمَّا الوَسْوَسَةُ فإنَّها واقِعةٌ لكلِّ أحدٍ.
وفي الحَديثِ: بيانُ فَضلِ الدُّعاءِ المأثورِ في كُلِّ فِعلٍ، ومنها جماعُ الرَّجُلِ زوجتَه.
وفيه: أنَّ اللهَ سُبحانَه يحفَظُ عِبادَه بما يَدْعون به لأنفُسِهم أو لذُرِّيَّاتِهم.الدرر.
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ الخَلَاءَ قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ." صحيح البخاري

قال الإمام أحمد ـ رحمه الله " وما دخلت قط المتوضأ ولم أقلها إلا أصابني ما أكره "
المغني / ج : 1 / ص : 219 .
*قال صلى الله عليه وسلم "إنَّ هذِهِ الحُشوشَ مُحتَضرةٌ، فإذا دخلَ أحدُكُم، فليقُلْ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الخبثِ والخبائثِ"الراوي : زيد بن أرقم-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح ابن ماجه

* عن أبَان بن عثمان ؛ قال : سمعتُ عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ يقول : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ : بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ ، فيضُرَّهُ شيءٌ" وَكانَ أبانُ ، قد أصابَهُ طرفُ فالجٍ ، فجعلَ الرَّجلُ ينظرُ إليهِ ، فقالَ لَهُ أبانُ : ما تنظرُ ؟ أما إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُكَ ، ولَكِنِّي لم أقلهُ يَومئذٍ ليُمْضيَ اللَّهُ علَيَّ قدرَهُ "الراوي : عثمان بن عفان -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح سنن الترمذي
فالِجٍ: أي: جزءٌ مِن شَللٍ أصاب أحَدَ جانِبَيِ الجسَدِ، "فجعَل الرَّجلُ"، أي: المستمِعُ لحديثِ أبانٍ، "يَنظُرُ إليه"، أي: مُتعجِّبًا بين قولِه وبينَ ما أصابه، فقال له أبانٌ "ما تَنظُرُ؟"، أي: عرَف أبانٌ سبَبَ نظَرِه وهو التَّعجُّبُ الَّذي عِندَه والمفارقةُ الَّتي وجَدها فيه، فقال له "أمَا إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُك"، أي: إنَّه لا طَعْنَ في الحديثِ على ما أصابَني، "ولكنِّي لم أقُلْه"، أي: نَسيتُ قولَ الدُّعاءِ في يَوْمي على غيرِ العادةِ، "يومَئذٍ"، أي: يومَ ما أصابَه ذلك المرَضُ، "لِيُمضِيَ اللهُ عليَّ قدَرَه"، أي: ما قدَّرَه اللهُ لي فيما أصابني.
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عِندَ التَّابِعين مِن الإيمانِ بالقدَرِ.

* عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول" إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وإذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ. وفي روايةٍ : وإنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عِنْدَ طَعَامِهِ، وإنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عِنْدَ دُخُولِهِ."صحيح مسلم.
يُعلِّمُنا الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكثيرَ والكثيرَ مِنَ الآدابِ، ومنها- كما في هذا الحديثِ- ذِكرُ اللهِ عند دُخولِ البيتِ وذِكرُه قبْلَ تناولِ الطَّعامِ؛ فإنَّه إذا دخلَ الرَّجلُ بَيتَه، أي: مَسكَنه الَّذي يَبيتُ فيه فَذكرَ اللهَ عند دُخولِه وعند طعامِه، أي: قبْلَ أنْ يبدأَ في تناولِه، قال الشَّيطانُ لأتْباعِه وإخوانِه وأعوانِه ورفقتِه: لا مَبيتَ، أي: لا مَوضعَ بَيتوتَةٍ لكم ولا مُقامَ ولا عَشاءَ، أي: طعامَ العَشاءِ في هذا المكانِ، وأمَّا إذا دَخَلَ الرَّجلُ فلم يَذكُرِ اللهَ عند دُخولِه وعند طَعامِه أو لَمْ يُسمِّ اللهَ عندَ دُخولِه وعند تناولِه الطَّعامَ قال الشَّيطانُ: أدْركتُمُ الْمَبيتَ والعَشاءَ.
في الحديثِ: فضْلُ ذِكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: انتهازُ الشَّيطانِ حالَ الغَفلَةِ مِنَ الإنسانِ. الدرر.

إذن من فرط في السنة فلا يلومن إلا نفسه .
ونورد بعض الآداب الواردة بالسنة الصحيحة دون التعرض لحكمها :
فلنعلم أن خير الهدي هدي محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلابد من اعتقاد ذلك ، سواء علمنا الحِكمة من ذلك أم لم نعلمها .
الترهيب من الجلوس بين الظل والشمس :
* عن أبي عياض عن رجلٍ من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه ولم ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم " نَهَى أنْ يَجلِسَ بين الضِّحِّ والظِّلِّ ، قال : مجلِسُ الشيطانِ"رواه الإمام أحمد بإسناد جيد . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 3 / كتاب الأدب وغيره / باب : 38 / حديث رقم : 3081 / ص : 190 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " إذا كان أحدُكُم في الفَيْءِ وفي روايةٍ : في الشَّمسِ ، فقلُصَ عنهُ الظِّلُّ ، فصارَ بعضُه في الشَّمسِ وبعضُه في الظلِّ ؛ فلْيقُمْ" رواه أبو داود . صحيح لغيره . صحيح الترغيب والترهيب / ج : 3 / كتاب الأدب وغيره / باب : 38 : باب الترهيب من الجلوس بين الظل والشمس / حديث رقم : 3084 / ص : 190 .
الترغيب في الجلوس مستقبل القبلة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
" إنَّ لكلِّ شيءٍ سيِّدًا ، وإنَّ سيِّدَ المجالسِ قُبالةُ القِبلةِ"رواه الطبراني . بإسناد حسن

حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 3 / كتاب الأدب وغيره / باب : 38 / حديث رقم : 3085 / ص : 191 .
الترهيب من النوم على الوجه من غير عذر :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال" رأى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا مُضطجِعًا علَى بطنِهِ فقالَ إنَّ هذهِ ضِجعةٌ لا يحبُّها اللَّهُ"صحيح الترمذي.
النهي عن الاتكاء على اليد اليسرى :
* عن الشريد بن سُوَيد ـ رضي الله عنه ـ قال :
مَرَّ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأنا جالسٌ هكذا وقد وَضَعْتُ يَدِي اليُسْرَى خلفَ ظهري واتَّكَأْتُ على أَلْيَةِ يَدِي فقال: أَتَقْعُدُ قَعْدَةَ المغضوبِ عليهم ؟" ! !صحيح أبي داود.

وقد وَضَعْتُ يَدِيَ اليُسْرى خَلْفَ ظَهْري وَاتَّكَأتُ:، أي: اسْتَنَدْتُ . على أَلْيةِ يَدي: وهي: اللَّحْمةُ الغَليظةُ التي في أصْلِ الإبهامِ، فقال له النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:أَتَقْعُدُ قِعْدةَ المَغْضوبِ عليهم؟!: وهذا استِفْهامُ تعجُّبٍ وإنكارٍ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَقْعُد على هذه الهَيئةِ التي مِن صِفةِ قُعودِ المغْضوبِ عليهم؛ والمُرادُ بهم: اليَهودُ، أَو يُرادُ بهم المَغْضوبُ عليهم مِن الكُفَّارِ والفُجَّارِ المُتَكَبِّرينَ الْمُتَجَبِّرينَ مِمَّنْ تَظْهَرُ آثارُ العُجْبِ والكِبْرِ عليهم في قُعودِهم ومِشْيِهم، وسببُ كَراهِيَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: التَّشبُّه بهم؛ فيَنْبَغي على المُسلِم أنْ يَجْتَنِبَ التَّشبُّهَ بمَن غَضِب اللهُ عليه .
رد مع اقتباس