عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-27-2021, 01:13 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
افتراضي

ثالثًــا : توحيــد الأســماء والصفـات
وهـو الإيمـان بمـا وصـف الله تعالـى بـه نفسـه فـي كتابـه ووصفـه بـه رسـوله ـ صلى الله عليه وعلىآله وسلم ـ مـن الأسـماء الحسنـى والصفـات العلـى ، لفظـًا ومعنـىً .
واعتقـاد أن هـذه الأسـماء والصفـات علـى الحقيقـة لا علـى المجـاز ، وأن لهـا معـانٍ حقيقيـة تليـق بجـلال الله وعظمتـه .
أي : نثبـت لله مـا أثبتـه لنفسـه مـن أسـماء وصفـات ، ونؤمـن بمعناهـا ، وأن لهـا كيـف .لكـنْ نفـوض هـذا الكيـف لله لعجزنـا وجهلنـا بهـذا الكيـف .
لقولـه تعالـى : { ... لَيْـسَ كَمِثْلِـهِ شَـيْءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ } .
سورة الشورى / آية : 11.
فقـد أثبـت سـبحانه صفتـي السـمع والبصـر ، ونفـى المِثليـة .

=================
·أركــان الإيمــان بالاســم :
=====================
1 ـ الإيمـان بالاسـم .
2ـ الإيمـان بمـا دل عليـه الاسـم مـن معنـى ( أي : الصفـة المشـتقة منـه ) .
3ـ الإيمـان بالحكـم والأثـر المرَتـب علـى الاسـم إن دل علـى وصـفٍ متعـدٍّ .
مثـال :
" الرحيـم " : اسـم يـدل علـى وصـف متعـد للغيـر . ( يرحـم الله عبـاده ) .
أركـان الإيمـان باسـم الرحيـم :
1 ـ الإيمـان بـأن ( الرحيـم ) اسـم مـن أسـماء الله الحسـنى .
2 ـ الإيمـان بالمعنـى الـذي دل عليـه الاسـم .
أي : الصفـة المشـتقة منـه ، وهـي صفـة " الرحمـة " . ( ذو رحمـة ) .
3 ـ الإيمـان بمـا يتعلـق بهـذا الاسـم مـن أثـر وحكـم . ( وهـو أنـه يرحـم مـن يشـاء ) .

" الحـــي " : اسـم مـن أسـماء الله الحسـنى يـدل علـى وصـف غيـر متعـد .
أركـان الإيمـان باسـم الحـي :
1ـ الإيمـان بأن " الحـي " اسـم مـن أسـماء الله الحسـنى .
2ـ الإيمـان بأن اللـه يتصـف بالصفـة المشـتقة منـه وهـي " الحيــاة " .
================
· أســماء الله غيـر محصــورة بعـدد معيــن :
==============================
والدليـل علـى ذلـك : قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" اللهـم إنـي عبـدُك وابـن أمتـك " ... إلـى أن قـال : " أسـألك بكـل اسـم هـو لـك سـميتَ بـه نفسـك ، أو أنزلتَـهُ فـي كتابـك ، أو علمتـه أحـدًا مـن خلقـك أو اسـتأثرت بـه فـي علـم الغيـب عنـدك ..... " .
صحيح . جزء من حديث ابن مسعود . رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الصحيحة / رقم : 199 .
والشـاهد : قولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " ومـا اسـتأثرت بـه فـي علـم الغيـب عنـدك " .
ومـا اسـتأثر الله بـه فـي علـم الغيـب لا يمكـن أن يعلـم بـه ، ومـا ليـس معلـومـًا ليـس محصـورًا .
وأمـا قولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " إن لله تسـعةً وتسـعين اسـمًا ، مـن أحصاهـا دخـل الجنـة " .رواه البخاري / كتاب : الدعوات .
فليـس معنـاه أنـه ليـس لـه إلا هـذه الأسـماء ، لكـن معنـاه أن مـن أحصـى مـن أسـمائه تسـعة وتسـعين اسـمًا فإنـه يدخـل الجنـة .
" وقـد نقـل شـيخ الإسـلام ابـن تيميـة ـ رحمـه الله ـ : اتفـاق أهـل المعرفـة فـي الحديـث على أن عدَّهـا وسَـرْدَهـا لا يصـح عـن النبـيصلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم " .ا . هـ .
فحديـث الترمـذي " ضعيـف " ، ولا يحـوي جميـع أسـماء الله الحسـنى ، فليـس فيـه اسـم
" الــرب " ، " الوتــر " ، " الجميــل " ، " الطيــب " ، " الســبوح " ، ..... .
==================
· المــراد مـن إحصــاء الأســماء الحسـنى :
=================
هنـاك مراتـب للإحصـاء :
المرتبـة الأولـى : إحصـاء ألفاظهـا وعددهـا المحـدد فـي الحديـث ( 99 اسـمًا ) .
المرتبـة الثانيـة : فهـم معانيهـا ومدلولهـا .
المرتبـة الثالثـة : دعـاء الله بهـا .
كمـا قـال تعالـى : { وَلِلّهِ الأَسْـمَاء الْحُسْـنَى فَادْعُـوهُ بِهَـا … } . سورة الأعراف / آية : 180.

=============
· أنــواع الدعــاء بأســماء الله :
========================
1 ـ دعـاء ثنـاء .
2 ـ دعـاء عبـادة .
3 ـ دعـاء طلـب ومسـألة .

* دعــاء ثنــاء :
وهـو أن يثنـي علـى الله بأسـمائه الحسـنى وصفـاته العُلـى .
مثـال : يـا حـي يـا قيـوم ( دعـاء ثنـاء ) ، برحمتـك استغيـث .

* دعــاء العبــادة :
وهـو أن تتعـرض فـي عبادتـك لمـا تقتضيـه هـذه الأسـماء ، فمقتضـى " الرحيـم " : الرحمـة ، فترحـم عبـاد الله ، وتتصـف بصـفة الرحمـة ، دعـاء عبـادة باسـمه الرحيـم .
وتقـوم بالتوبـة لأنـه هـو " التـواب " ، وتخشـاه فـي السـر والعلـن لأنـه هـو " اللطيـف الخبيـر " .
مـع ملاحظـة أن من أسـماء الله أسـماء تقتضـي مـن العبـد مجـرد الإقـرار بهـا والخضـوع لهـا ، وهـي الأسـماء التـي يختـص بهـا سـبحانـه لنفسـه " كالجبـار " ، و" العظيــم " ، و
" المتكبــر " .
* دعـاء الطلـب والمسـألة :
وفيـه يسـأل فـي كـل مطلـوب باسـم ـ مـن أسـماء الله الحسـنى ـ يكـون مقتضيـًا لذلـك المطلـوب .
فيقـول فـي مقـام الحاجـة مثـلاً : يا " معطـي يـا مانـع " ، اعطنـي كيـت وكيـت .
ويقـول فـي مقـام الرحمـة : " يا رحمـن " ارحمنـي .
وفـي مقـام التوبـة : " يا تـواب " تـب علـي .
إذًا لابـد أن يسـأل فـي كـل مطلـوب باسـم يكـون مقتضيـًا لذلـك المطلـوب ، ولكـن يسـتثنى مـن ذلـك لفظـا " الله " و " رب " فيصـح قـول : يـا رب ارحمنـي ، يـا ألله اغفـر لـي ...

================
· الإخبـــار عـن الله تعالــى :
====================
إن مـا يدخـل فـي بـاب الإخبـار عنـه تعالـى أوسـع ممـا يدخـل فـي بـاب أسـمائه وصفاتـه .
ـ فالأسـماء الحسـنى والصفـات العلـى : توقيفيـة ، لا مجـال للعقـل فيهـا ، فيجـب الوقـوف فيهـا علـى مـا جـاء بـه الكتـاب والسـنة .
ـ وكـل اسـم يشـتق منـه صفـة ، وليسـت كـل صفـة يشـتق منهـا اسـم .
فبـاب الصفـات أوسـع مـن بـاب الأسـماء .
مثـال للصفـات التـي لا تشـتق مـن الأسـماء : الضحـك ، النـزول ، الاسـتواء ، .....

الإخبــــار " :
يـراد بـه مـا يجـوز إطلاقـه علـى الله عـن طريـق الخبـر ، وذلـك بمعنـى مـن المعانـي لـم يـرد بلفظـه فـي الكتـاب والسـنة ، وإن كـان معنـاه مطلوبـًا إثباتـه شـرعًا لدلالتـه علـى معنـى حسـن ، أو معنـى ليـس فيـه شـائبة ذم ، قـد نفـاه عنـه بعـض المبتدعـة فيخبـر عنـه بـه للـرد عليهـم .
كـأن ينازعـك في قِدَمِـهِ ، أو وجـوب وجـوده ، فتقـول مخبـرًا عنـه بمـا يسـتحقه : إنـه قديـم ، وواجـب الوجـود .

معنــى واجــب الوجــود :
أي : لـم يسـبقـه عـدم ولا يلحقـه زوال .
أي : أزلـي أبـدي ... وهـذا فـي حـق الله .

معنـى ممكـن الوجـود :
أي : كـان بعـد أن لـم يكـن ..... وهـذا فـي حـق كـل مخلـوق .
مـن الأسـماء مـا لا يطلـق علـى الله عـز وجـل إلا مقترنـًا بمـا يقابلـه :
مثـل : " الظاهــر " ، " الباطـن " / " القابـض " ، " الباسـط " / " المقــدِّم " ، " المؤخِّــر " /
" الأول " ، " الآخـر " / ... ... .
فـلا يجـوز لأي اسـم مـن هـذه الأسـماء أن يُفـرد عـن مقابلـه ، لأن الكمـال فـي اقتـران كـل اسـم مـن هـذه الأسـماء بمـا يقابلـه .
فلـو قلـت : يـا " ظاهـر " ، يـا " قابـض " ، يـا " مقـدم " ، يـا " أول " ، ..... ، واقتصـرت علـى ذلـك ، لـم تكـن مثنيـًا عليـه سـبحانه ، ولا حامـدًا لـه حتـى تذكـر مقابلهـا .

=============
o فـائـــدة :
==========
ليـس معنـى تقسـيم التوحيـد إلـى أنـواع ثلاثـة ، ليـس معنـاه عـدم وجـود علاقـة بيـن هـذه الأنـواع وتـلازم ، ولكـن جميـع أنـواع التوحيـد متلازمـة ، فينافيهـا كلهـا مـا ينافـي نوعـًا منهـا :
فمـن أشـرك فـي نـوع منهـا فهـو مشـرك فـي بقيـة الأنـواع .

مثـال ذلـك : دعـاء غيـر الله وسـؤاله مـا لا يقـدر عليـه إلا الله :
ـ فدعـاؤه إيـاه ، عبـادة صرفهـا لغيـر الله من دون الله ، فهـذا شـرك فـي " الألوهيـة " .

ـ وسـؤاله إيـاه تلـك الحاجـة مـن جلـب خيـر أو دفـع شـر معتقـدًا أنـه قـادر علـى قضـاء ذلـك ؛
هـذا شـرك فـي " الربوبيـة " ، حيـث اعتقـد أنـه متصـرف مـع الله فـي ملكوتـه .

ـ ثـم إنـه لـم يدعـه هـذا الدعـاء مـن دون الله إلا مـع اعتقـاده أنـه يسـمعه علـى البعـد والقـرب فـي أي وقـت كـان ، وفـي أي مكـان ، وهـذا شـرك فـي " الأسـماء والصفـات " حيـث أثبـت لـه سـمعًا محيطـًا بجميـع المسـموعات لا يحجبـه قُـرب ولا بُعْـد فاسـتلزم هـذا الشـرك فـي " الألوهيـة " ، الشـرك فـي " الربوبيـة " و " الأسـماء والصفـات " .



* * * * *
رد مع اقتباس