عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-27-2021, 01:08 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
Haedphone

مفاهيــــم خاطئــــة
*ولنحذر " المفاهيم الخاطئة" التي قد تقدح في الإيمان فمنها
1 ـ اعتقاد واغترار البعض بأن الأمر بما وقر في قلبه ، ولا يهتم بالظاهر:
والصواب: أن هناك علاقة بين الظاهروالباطن .

قال الشيخ الألباني رحمه الله : لقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال " كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فنزلنا منزلا تفرقنا في الوديان و الشعاب فسافرنا مرة مع النبي صلى الله عليه و سلم و نزلنا منزلا و تفرقنا فيه كما كنا نتفرق دائما " فقال لهم عليه الصلاة والسلام " إنما تفرقكم هذا في الوديان والشعاب من عمل الشيطان " قال أبو ثعلبة " فكنا بعد ذلك إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه و سلم سفرا اجتمعنا و انضم بعضنا إلى بعض حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا " ففي هذا الحديث اهتمام النبي صلى الله عليه و سلم بتجميع المسلمين بأبدانهم وأشخاصهم و تحذيره إياهم من أن يتفرقوا في ذلك حتى في السفر في الوديان و الشعاب و استجاب أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم لتوجيهه هذا فكانوا بعد ذلك لا يتفرقون تفرقهم السابق و كانوا يتضامون بعضهم إلى بعض حتى أنهم مع كثرتهم لو جلسوا على بساط واحد لوسعهم فهذا التفرق الذي لم يكن إلا في السفر لم يرتضه الرسول صلى الله عليه و سلم و إنما نهاهم عنه فماذا يكون الشأن فيما إذا تفرق أهل العلم و طلاب العلم في مجالسهم العلمية لا شك أن هذا التفرق يكون من عمل الشيطان من باب أولى و لذلك فنحن نذكركم على اعتبار أن قسما طيبا منكم يرجى أن يكونوا من المسؤولين في توجيه الأمة و تعليمهم الكتاب و السنة فهذا من السنة التي ينبغي أن يبدؤوا بتذكير الناس بها ألا و هي تجميعهم في المجلس الواحد و أن لا يظلوا هكذا متفرقين بعضهم عن بعض .
* كانَ النَّاسُ إذا نزلوا منزلًا تفرَّقوا في الشِّعابِ والأوديةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ "إنَّ تفرُّقَكم في هذِهِ الشِّعابِ والأوديةِ إنَّما ذلِكم منَ الشَّيطان" فلم ينزل بعدَ ذلِكَ منزلًا إلَّا انضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ حتَّى يقالَ لو بُسِطَ عليْهم ثوبٌ لعمَّهم"الراوي : أبو ثعلبة الخشني - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 2628 -خلاصة حكم المحدث : صحيح
الدرر السنية .موقع الشيخ الألبان
جمع غفير ويمشون في الصحراء فإذا نزلوا منزلا حضهم الرسول عليه الصلاة والسلام على أن لا يتفرقوا فيه وعلى أن يجتمعوا وأن يتضاموا لأن الاجتماع بالأبدان والأجساد له تأثير في تجميع القلوب وفي إصلاحها وذلك مما جاء التصريح به عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -" إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثيرًا من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ألا وإن لكل ملك حمى ... يوشك أن يقع فيه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "، والشاهد من هذا الحديث إنما هو الفقرة الأخيرة منه ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "؛ ففي هذا الحديث تصريح بأن الظاهر مربوط بالباطن صلاحًا وطلاحًا، إذا صلح القلب صلح الجسد وإذا فسد القلب فسد الجسد ومن هنا نأخذ مبدأ هاما جداً يغفل أو يتغافل عنه كثير من المسلمين المعاصرين اليوم الذين لم يتلقوا شيئا من العلم الشرعي وإنما شرعهم عقولهم وأهواؤهم فإذا ما قلت لأحدهم لماذا لا تصلي مثلا يقول العبرة ليست بالصلاة وإنما العبرة بصلاح الباطن ويتجاهل هذه الحقيقة أنه لو كان باطنه أي قلبه صالحا لنضح صالحا والعكس بالعكس. ولذلك فينبغي على كل مسلم أن يهتم بإصلاح ظاهره وأن لا يغتر في أن الأمر بما وقر في قلبه لأن الظاهر عنوان الباطن هذا ليس كلام علماء وفقهاء فقط بل ذلك ما يدل هذا الحديث الصحيح الذي أنا في صدد التعليق عليه أولاً ثم الحديث الأول حديث أبي ثعلبه الخشني لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد أمرهم بأن يجتمعوا وأن لا يتفرقوا في المنزل ولو في الصحراء الواسعة الأطراف، أمرهم أن يجتمعوا لأن هذا الاجتماع بالأجساد يقرب القلوب بعضها إلى بعض. ولعلكم ما نسيتم ما ذكرتكم به أثناء الاصطفاف لصلاة الظهر في هذا اليوم مما ذكرته ساعتئذ من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -" لتسون الصفوف أو ليخالفن الله بين الوجوه"؛ فتسوية الصفوف أمر ظاهر ربط به عليه السلام فيما إذا أخل به القائمون في الصف أن يضرب الله قلوب بعضهم ببعض. فإذن لا يجوز للمسلم أن يستهين بإصلاح ظاهره بدعوى أن باطنه صالح لأنه يكون أولاً يكذب على نفسه فضلاً على أنه يكذب على غيره. لهذا فليس من الأدب في الإسلام في شيء إذا ما اجتمع طلاب العلم أن يجلسوا هكذا كما يشاءون متفرقين بعضهم عن بعض؛ بل عليهم أن ينضموا وأخيراً جاء في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -:" دخل ذات يوما المسجد فوجد الناس متفرقين فيه فقال لهم" مالي أراكم عزين، مالي أراكم عزين "؛ أي: متفرقين. فإذًا علينا أن نتذكر هذا الأدب في تلقي العلم سواء كان التلقي بطريق جرى عليه العلماء اليوم وهو تلقي الأسئلة والإجابة عليها، أو بالطريقة القديمة التي كانت ولا تزال طريقة مطروقة لتعليم الناس ألا وهو أن يجلس الشيخ مع طلابه ويقرأ عليهم من الكتاب سواء كان من التفسير أو من الحديث أو الفقه المستقى من الكتاب والسنة، أو يقرأ عليه أحدهم ثم هو يعلق على ما قرأ ويشرح لهم ما قد يكون غامضا عليهم. على هذا أردت التذكير بهذا الأدب لنتوجه أخيرًا إلى الاستماع إلى ما قد تجمع من بعض الأسئلة لننظر فيها ونجيب عليها بقدر ما يوفقنا الله تبارك وتعالى، وييسر لنا من العلم فيها.موقع الشيخ الألباني هنا .
رد مع اقتباس