عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-01-2010, 07:23 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493


فعليك أيها المسلم


أن تتوب إلى الله عز وجل
حتى يصلح لك ما كان فاسدا ويرد عليك ما كان غائبا.
فقد يفعل الإنسان ذنبا يحرم به من نعم كثيرة.
قال تعالى:
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
سورة الشورى من الآية 30
وقال جل وعلا
{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}
سورة النساء الآية 79

وقال سبحانه
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
سورة الروم من الآية 41
فالمصائب فيها دعوة للرجوع إلى الله وتنبيه للناس لعلهم يرجعون إليه
فالعلاج الحقيقي للذنوب
يكون بالتوبة إلى الله وترك المعاصي والصدق في ذلك
ومن جملة ذلك العلاج
ما شرع الله من العلاج الحسي فإنه من طاعة الله
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
(يا عباد الله تداووا فإن الذي خلق الداء خلق الدواء )(1)


فالمؤمن صبور عند البلايا في نفسه وأهله وولده
شكور عند النعم بالقيام بحقه والتوبة إليه

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
(عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير
و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له
و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) (2)


ومن الشكر لله عز وجل
لزوم السنة والحذر من البدع
فإن كثيرا من الناس قد يبتلى بالبدعة تقليدا
وتأسيا بغيره
وأسبابها الجهل

والبدعة نوع من كفران النعم وعدم الشكر لله سبحانه وتعالى.
ومن ذلك ما يفعله كثير من الناس في كثير من البلدان
من الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
في ربيع الأول
ويعتقدون أن ذلك مستحب جهلا منهم وتقليدا لغيرهم
وذلك غلط لا أساس له في الشرع المطهر
بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان
وقد يقع في هذا الاحتفال أشياء منكرة من شرب الخمور
واختلاط النساء بالرجال
بل قد يقع فيه قصائد بها شرك أكبر مثل ما قد وقع في البردة للبوصيري وذلك في قوله
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي *** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
وكما وقع في قصيدة البرعي اليمني وما فيها من الشرك الأكبر في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

فالاحتفالات بالموالد سواء كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم
أو الموالد الأخرى كمولد البدوي
أو ابن علوان
أو الحسين أو علي رضي الله عنهما
كلها بدعة منكرة أحدثها الناس ولم تكن
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولا في عهد أصحابه ولا في القرون المفضلة
وأول من أحدثها هم الشيعة الباطنية وهم بنو عبيد القداح
المعروفون بالفاطميين
الذين ملكوا مصر والمغرب في المائة الرابعة والخامسة
وأحدثوا احتفالات كثيرة بالموالد

كمولد النبي صلى الله عليه وسلم
والحسين وغيرهما
ثم تابعهم غيرهم بعد ذلك
وهذا فيه تشبه بالنصارى واليهود في أعيادهم
وفيه إحياء لاجتماعات فيها كثير من المعاصي والشرك بالله
حتى ولو فعلها كثير من الناس
ذلك لأن الحق لا يعرف بالناس وإنما يعرف الحق بالأدلة الشرعية
في الكتاب والسنة.
وقد نبه كثير من العلماء
على ذلك منهم شيخ الإسلام ابن تيمية والشاطبي
وآخرون رحمة الله عليهم
ومن استحسنها من بعض المنتسبين
للعلم فقد غلط غلطا بينا لا تجوز متابعته عليه

فإن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم
وإظهار فضله وشأنه لا يكون بالبدع
بل باتباع شرعه وتعظيم أمره ونهيه والدعوة إلى سنته
وتعليمها الناس في المساجد والمدارس والجامعات
لا بإقامة احتفالات مبتدعة باسم المولد؛

لما تقدم من الأدلة الشرعية
ولما يقع فيها من الغلو والشرور الكثيرة
وربما صار فيها الاختلاط وشرب الخمور
بل قد يقع فيها ما هو أكثر من ذلك من الشرك الأكبر
كما سبق التنبيه على ذلك.
وقد وقع في الناس أيضا تقليد لهؤلاء
فقد احتفل الناس بعيد ميلاد أولادهم أو عيد الزواج
فهذا أيضا من المنكرات وتقليد للكفرة.
فليس لنا إلا عيدان عيد الفطر وعيد النحر
وأيام التشريق وعرفة والجمعة
فمن اخترع عيدا جديدا فقد تشبه بالنصارى واليهود
قال صلى الله عليه وسلم
(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)(3)
وقال
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)(4)
وقال عليه الصلاة والسلام
(إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة
وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار) (5)

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة
فالواجب على أهل الإسلام أن يسلكوا طريق
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم
وأتباعهم من السلف الصالح
وأن يتركوا البدع المحدثة بعدهم

وهذا كله من شكر الله قولا وعملا وعقيدة
وأسأل الله أن يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح
وأن يرزقنا العمل بالسنة والاستقامة عليها
وأن يوفقنا لشكر نعمه قولا وعملا وعقيدة مع الثبات على الحق

كما نسأله سبحانه أن يصلح جميع ولاة أمور المسلمين
وأن يوفقهم لكل خير
وأن يرزقهم البطانة الصالحة
وأن يعينهم على إقامة أمر الله في أرض الله
وعلى إقامة حدود الله على عباد الله،
وأن يولي على جميع أمور المسلمين خيارهم
وأن يعيذهم من مضلات الفتن إنه سميع قريب..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

(1)
الراوي: - المحدث:الألباني- المصدر:مشكلة الفقر - لصفحة أو الرقم: 87
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(2)
الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 3980
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(3)
الراوي: عائشة المحدث:الألباني- المصدر:صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 6398
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(4)

الراوي: عائشة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح ابن ماجه - لصفحة أو الرقم: 14
خلاصة حكم المحدث:صحيح
(5)

الراوي: - المحدث:الألباني- المصدر: حديث الآحاد - لصفحة أو الرقم: 6
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

منقول بتصريف
من موقع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
هنا
رد مع اقتباس