تابع باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه
حديث رقم 6066
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ خَبَّابًا وَقَدْ اكْتَوَى يَوْمَئِذٍ سَبْعًا فِي بَطْنِهِ وَقَالَ لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِالْمَوْتِ إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمْ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ .
الشرح
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث
هذا أيضاً فيه الحذر من الدنيا والانشغال بها ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدعاء بالموت ، بل نهى عن تمني الموت ، وإن لم يدع الإنسان لضر نزل به ، وأما قوله عليه الصلاة والسلام: ( إن أردت بعبادتك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) فالمعنى: أنه يسأل الله أن يقبضه قبل أن يفتن ، لا أن يعجل في قبضه ومنه أيضاَ قول مريم 'يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً' لم تدعو على نفسها بتعجيل الموت ولكنها تمنت أنها لم يحصل لها هذا الشيء قبل موتها ، مثل أن يقول القائل: ليتني مت ولم أشاهد هذا الشيء ، فليس المعنى تعجيل الموت ، ولكن يحب أنه مات سالماً منه ، وكذلك يوسف عليه السلام { أنت وليِّي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين } فهو دعاء بأن يتوفاه الله على الإسلام.
س: هل يجوز أن يقول أحدنا: اللهم توفني قبل
أن تجعلني محتاج لأحد من الناس ؟
ج: نعم ، لا بأس ، حتى في الدنيا لأن معناه اللهم
أغنني عن الخلق حتى الموت.
س: هل يجوز أن يقول الإنسان ـ وقد رأى فتناً فخشي
على نفسه ـ أن يقول: اللهم اقبضني إليك غير مفتون ؟
ج: نعم. فهل هذا فيه تمني للموت ؟ كلا ، اقبضني غير مفتون ، أي ولو بقيت في هذه الفتن ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (إنما السعيد من وُقي الفتن ، ومن ابتلي فصبر فواهن ).
س: ماذا لو شهد أحدهم على أبيه ، وتسبب هذا في غضبه عليه ؟
ج: يقول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ
وَالْأَقْرَبِينَ } النساء 135 .لا بد أن يشهد بالحق ولو على أبيه.
حكم الكي بالنار
وردت أحاديث كثيرة في مسألة الكيّ ، وقسمها أهل العلم إلى أربعة أقسام :
1- ما يدل على الجواز ، كحديث جابر رضي الله عنه قال : ( رُمِيَ أُبَيٌّ يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَى أَكْحَلِهِ فَكَوَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه مسلم (2207) .
2- ما يدل على عدم محبته له كحديث جابر رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ ) رواه البخاري (5683) ومسلم (2205).
3- ما يدل على الثناء على تاركه كحديث عمران بن حصين في السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، " الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ " أخرجه البخار ي (6541) ومسلم (218).
وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه : أن الملائكة كانت تسلم عليه ، لأنه لا يكتوي ، فلما اكتوى تركت السلام عليه ، فلما ترك الاكتواء عادت تسلم عليه " رواه مسلم (1226).
4- ما يدل على كراهة الكي كحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ ) رواه البخاري (5681) .
وبهذا يتم الجمع بين الأحاديث ، فالنهي عنه يدل على كراهته ، وأحاديث فعله تدل على جوازه إذا احتاج إليه .
قال ابن عبد البر : ما أعلم بينهم خلافاً أنهم لا يرون بأساً بالكيِّ عند الحاجة .
وسبب كراهته ما فيه من تعذيب النفس وإيلامها .(أ.هـ )
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه
6067 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ أَتَيْتُ خَبَّابًا وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ فَقَالَ إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ مَضَوْا لَمْ تَنْقُصْهُمْ الدُّنْيَا شَيْئًا وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ شَيْئًا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَاب.
6068 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ خَبَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصَّهُ .
قَوْلُهُ هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَصَّهُ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا ضَمِيرٌ وَالْمُرَادُ أَنَّ الرَّاوِيَ قَصَّ الْحَدِيثَ وَأَشَارَ بِهِ إِلَى مَا أَخْرَجَهُ بِتَمَامِهِ فِي أَوَّلِ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ هُنَا وَقَرَنَهُ بِرِوَايَةِ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنِ الْأَعْمَشِ وَسَاقَهُ بِتَمَامِهِ وَقَالَ بَعْدَ الْمَذْكُورِ هُنَا " فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ - تَعَالَى - فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ " الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي الْجَنَائِزِ وَأَحَلْتُ شَرْحَهُ عَلَى مَا هُنَا وَذُكِرَ فِي الْهِجْرَةِ فِي مَوْضِعَيْنِ وَفِي غَزْوَةِ أُحُدٍ فِي مَوْضِعَيْنِ وَأَحَلْتُ بِهِ فِي الْهِجْرَةِ عَلَى الْمَغَازِي وَلَمْ يَتَيَسَّرْ فِي الْمَغَازِي التَّعَرُّضُ لِشَرْحِهِ ذُهُولًا وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَسَيَأْتِي بَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَبْوَابٍ فِي " بَابِ فَضْلِ الْفَقْرِ " إِنْ شَاءَ اللَّهُ – تَعَالَى . فتح الباري
وردت الرواية كامله في كتاب الجنائز
قال الإمام البخاري
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا شَقِيقٌ حَدَّثَنَا خَبَّابٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَلْتَمِسُ وَجْهَ اللَّهِ فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ إِلَّا بُرْدَةً إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ وَأَنْ نَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ الْإِذْخِرِ.
الشرح
قَوْلُهُ : ( بَابُ إِذَا لَمْ يَجِدْ كَفَنًا إِلَّا مَا يُوَارِي رَأْسَهُ أَوْ قَدَمَيْهِ ) ؛ أَيْ رَأْسَهُ مَعَ بَقِيَّةِ جَسَدِهِ إِلَّا قَدَمَيْهِ أَوِ الْعَكْسُ ، كَأَنَّهُ قَالَ : مَا يُوَارِي جَسَدَهُ إِلَّا رَأْسَهُ ، أَوْ جَسَدَهُ إِلَّا قَدَمَيْهِ ، وَذَلِكَ بَيِّنٌ مِنْ حَدِيثِ الْبَابِ حَيْثُ قَالَ : " خَرَجَتْ رِجْلَاهُ " . وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ أَنَّهُ يُغَطِّي رَأْسَهُ فَقَطْ دُونَ سَائِرِ جَسَدِهِ لَكَانَ تَغْطِيَةُ الْعَوْرَةِ أَوْلَى . وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يُوجَدْ سَاتِرٌ أَلْبَتَّةَ أَنَّهُ يُغَطِّي جَمِيعَهُ بالِإِذْخِرِ ، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ فَبِمَا تَيَسَّرَ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْحَجِّ قَوْلُ الْعَبَّاسِ : " إِلَّا الْإِذْخِرَ ، فَإِنَّهُ بُيُوتُنَا وَقُبُورُنَا " . فَكَأَنَّهَا كَانَتْ عَادَةً لَهُمُ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْقُبُورِ . قَالَ الْمُهَلَّبُ : وَإِنَّمَا اسْتَحَبَّ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّكْفِينَ فِي تِلْكَ الثِّيَابِ الَّتِي لَيْسَتْ سَابِغَةً لِأَنَّهُمْ قُتِلُوا فِيهَا . انْتَهَى . وَفِي هَذَا الْجَزْمِ نَظَرٌ ، بَلِ الظَّاهِرُ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ لَهُمْ غَيْرَهَا كَمَا هُوَ مُقْتَضَى التَّرْجَمَةِ .
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا شَقِيقٌ ) هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ ، وَخَبَّابٌ بِمُعْجَمَةٍ وَمُوَحَّدَتَيْنِ ، الْأُولَى مُثَقَّلَةٌ ، هُوَ ابْنُ الْأَرَتِّ ، وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ كُوفِيُّونَ .
قَوْلُهُ : ( لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا ) ؛ كِنَايَةٌ عَنِ الْغَنَائِمِ الَّتِي تَنَاوَلَهَا مَنْ أَدْرَكَ زَمَنَ الْفُتُوحِ ، وَكَأَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَجْرِ ثَمَرَتُهُ ، فَلَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى أَجْرِ الْآخِرَةِ .
قَوْلُهُ : ( أَيْنَعَتْ ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ ، وَفَتْحِ النُّونِ ؛ أَيْ نَضِجَتْ .
قَوْلُهُ : ( فَهُوَ يَهْدِبُهَا ) بِفَتْحِ أَوَّلِهِ ، وَكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ ؛ أَيْ يَجْتَنِيهَا ، وَضَبَطَهُ النَّوَوِيُّ بِضَمِّ الدَّالِ ، وَحَكَى ابْنُ التِّينِ تَثْلِيثَهَا .
قَوْلُهُ : ( مَا نُكَفِّنُهُ بِهِ ) سَقَطَ لَفْظُ " بِهِ " مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ ، وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ الْكَلَامِ عَلَى فَوَائِدِهِ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
الصحابة رضي الله عنهم هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم يريدون وجه الله ، فمنهم من مضى ولم يأخذ من أجره شيئاً ، أي لم يأخذ من الغنائم شيئاً وعوضاً عن هجرته مثل: مصعب بن عمير ، وكان حامل الراية في أحد وكان شاباً مدللاً بين أبويه في مكة ، فلما أسلم طرده أبواه فهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يلبس قميصاً مرقعاً مع انه في مكة يلبس أحسن الثياب قبل أن يسلم ، ففضل رضي الله عنه أن يترك بلده وأهله ودلَّه هجرة إلى الله ورسوله ، وكان جزاءه أن اختار الله له الشهادة فقُتل في أُحد شهيداً ، وأنزل الله فيهم: { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين }0 ومن الصحابة من عُمَّرَ وأدرك المال ووفرة المال ، وصار يَهْدِبُ هذه الثمرة ويجنيها ، والله أعلم بالحال ، هل الأفضل من لم يأخذ من أجره الدنيوي شيئاً مثل مصعب بن عمير أو الآخر !
ولكن هذا الحديث أيضاً لا يدل على فضل الفقر لأن الفقر شيء يبتلي الله العبد به ، ولكن الصبر على الفقر هو الذي فيه الفضل لأنه من كسب العبد ، وكم من إنسان حرص حرصاً عظيماً على المال ولم يدركه ، وكم من إنسان تسبب بأسباب ضئيلى فأدرك المال ، وكم من إنسان لم يتسبب فجاءه المال ، أليس كذلك ؟ هذا شيء مشاهد.
من الناس من يكون ذكياً شاطراً جيداً في اكتساب المال لكنه لا يريح بل كلما اشترى شيئاً خسر ، ومن الناس من يكون سببه ضعيفاً لكنه يحصل على خير كثير ، كلما اشترى سلعة ارتفعت قيمتها فباع ما اشتراه بعشرة بمائة مثلاً ، هذا يغتني بوقت قصير ، ومن الناس من يأتيه المال بلا سبب ، يموت له قريب غني فيرث المال من بعده فيصبح غنياً فالفقر ليس من كسب العبد حتى يقال أن الإنسان يثاب عليه لكن يثاب على الصبر على الفقر ، وحينئذٍ تأتي المسألة هل الأفضل الفقير الصابر أم الغني الشاكر ؟
[ وذكر أحد طلبة العلم أن: البخاري في الترجمة لم يفضله على الغني إنما أثبت له فضلاً فقط ] نعم الفقر نفسه ليس فيه فضل إنما الصبر هو الذي فيه الفضل.
المصدر