عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-20-2014, 09:00 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي





الدرس العشرون
21 ذي الحجة 1435

تابع سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه




إسلام عمربن الخطاب رضي الله عنه


لمَّا أسلَم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه لَمْ تعلَمْ قُرَيشٌ
بإسلامِه فقال : أيُّ أهلِ مكَّةَ أنشَأُ للحديثِ (1) ؟
فقالوا : جميلُ بنُ مَعمَرٍ الجُمَحيُّ فخرَج إليه وأنا معه أتبَعُ
أثَرَه أعقِلُ ما أرى وأسمَعُ فأتاه فقال : يا جميلُ إنِّي قد أسلَمْتُ
قال : فواللهِ ما ردَّ عليه كلمةً حتَّى قام عامدًا إلى المسجدِ
فنادى أنديةَ قُرَيشٍ فقال : يا معشرَ قُرَيشٍ إنَّ ابنَ الخطَّابِ
قد صبَأ فقال عُمَرُ : كذَب ولكنِّي أسلَمْتُ وآمَنْتُ باللهِ
وصدَّقْتُ رسولَه فثاوَرُوه (2) فقاتَلهم حتَّى ركَدَتِ الشَّمسُ
على رؤوسِهم حتَّى فتَر عُمَرُ وجلَس فقاموا على رأسِه فقال
عُمَرُ : افعَلوا ما بدا لكم فواللهِ لو كنَّا ثلاثَمئةِ رجُلٍ لقد ترَكْتُمو
ها لنا أو ترَكْناها لكم فبَيْنما هم كذلك قيامٌ عليه إذ جاء رجُلٌ
عليه حُلَّةُ حريرٍ وقميصٌ قَومَسِيٌّ فقال : ما بالُكم ؟
فقالوا : إنَّ ابنَ الخطَّابِ قد صبَأ قال : فمَهْ ؟ امرؤٌ اختار
دِينًا لنفسِه أفتظُنُّونَ أنَّ بني عَديٍّ تُسلِمُ إليكم صاحبَهم ؟
قال : فكأنَّما كانوا ثوبًا انكشَف عنه فقُلْتُ له بعدُ بالمدينةِ
: يا أبتِ مَن الرَّجُلُ الَّذي ردَّ عنكَ القومَ يومَئذٍ ؟
فقال : با بُنيَّ ذاك العاصُ بنُ وائلٍ.



الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حبان - المصدر:
صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 6879 -
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه.



(1) نشَأَ الشيءُ ـَ نَشْئاً، ونُشُوءاً، ونَشْأةً: حدث وتجدَّد.
و ـ الصَّبيُّ: شبَّ ونما. يُقال: نشأت في بني فلان، ونشأ فلان
نشأة حسنة. و ـ الشيءُ عن غيره: نجم وتولَّد. ( أنْشَأ ) يفعل
كذا: شَرَع أو جعل. يُقال: أنشأ فلانٌ يحكي الحديث، وأنشأ
السَّحابُ يمطر. و ـ الشيءَ: و ـ الأخبارَ: تتبَّعها
وتطلَّبَها.نَشَأَ (المعجم الوسيط) .


(2) ثاور - مثاورة وثوارا
1 - ثاوره : وثب كل منه ما على الآخر
المعجم: الرائد .




عمر حائل دون الفتن بإذن الله

قال عمر بن حفص بن غياث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا
‏ ‏الأعمش ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شقيق ‏ ‏سمعت ‏ ‏حذيفة ‏ ‏يقول ‏
‏"بينا نحن جلوس عند ‏ ‏عمر ‏ ‏إذ قال أيكم يحفظ قول النبي
‏ ‏صلى الله عليه
وسلم ‏ ‏في الفتنة قال ‏ ‏فتنة الرجل في أهله
وماله وولده وجاره تكفرها
الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليس
عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها
بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال ‏ ‏عمر ‏ ‏أيكسر الباب أم يفتح.
قال بل يكسر قال ‏ ‏عمر ‏ ‏إذا لا يغلق أبدا قلت أجل قلنا ‏ ‏لحذيفة

‏ ‏أكان ‏ ‏عمر ‏ ‏يعلم الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلة وذلك أني
حدثته حديثا ليس بالأغاليط ‏ ‏فهبنا ‏ ‏أن نسأله من الباب فأمرنا ‏ ‏مسروقا
‏ ‏فسأله فقال من الباب قال ‏ ‏عمر. " رواه البخاري
البداية والنهاية » سنة ثلاث عشرة من الهجرة » خلافة عمر
بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. [ ص: 574 ] .


عمر وقاف عند كتاب الله
قدِم عُيَينَةُ بنُ حِصنِ بنِ حُذَيفَةَ ، فنزَل على ابنِ أخيه الحرِّ بنِ قيسٍ ،
وكان منَ النفَرِ الذين يُدنيهم عُمَرُ ، وكان القراءُ أصحابَ مجالسِ
عُمَرَ ومشاورتِه ، كُهولًا كانوا أو شَبابًا ، فقال عُيَينَةُ لابنِ أخيه :
يا ابنَ أخي ، لك وجهٌ عِندَ هذا الأميرِ ، فاستَأذِنْ لي عليه ،
قال : سأستَأذِنُ لك عليه ، قال ابنُ عباسٍ : فاستَأذَن الحرُّ لعُيَينَةَ ،
فأذِن له عُمَرُ ، فلما دخَل عليه قال : هي يا ابنَ الخطَّابِ ، فواللهِ ما
تُعطينا الجَزْلَ ولا تَحكُمُ بيننا بالعَدلِ . فغضِب عُمَرُ حتى هَمَّ به ،
فقال له الحرُّ : يا أميرَ المؤمنينَ ، إنَّ اللهَ تعالى قال لنبيِّه صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} .
وإنَّ هذا منَ الجاهِلينَ . واللهِ ما جاوَزها عُمَرُ حين تَلاها عليه ،
وكان وَقَّافًا عِندَ كتابِ اللهِ .


الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4642خلاصة
حكم المحدث: [صحيح].
خلافة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه .



كانت وفاة الصديق ، رضي الله عنه ، وكان
عمر بن الخطاب يصلي عنه فيها بالمسلمين ، وفي أثناء هذا المرض
عهد بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب ، وكان الذي كتب العهد
عثمان بن عفان ، وقرئ على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا ،
فكانت خلافة الصديق سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام . وقيل :
وعشرين يوما . وقيل : سنتين وأربعة أشهر . وكان عمره يوم توفي
ثلاثا وستين سنة ، للسن الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وقد جمع الله بينهما في التربة كما جمع بينهما في الحياة ،
فرضي الله عنه وأرضاه .



[ ص: 575 ] فقام بالأمر من بعده أتم القيام الفاروق أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وهو أول من سمي بأمير المؤمنين
، وكان أول من حياه بها المغيرة بن شعبة ، وقيل : غيره . كما بسطنا
ذلك في ترجمة عمر بن الخطاب وسيرته التي أفردناها في مجلد ،
ومسنده والآثار المروية ، مرتبا على الأبواب في مجلد آخر
، ولله الحمد .



عمر أول من دون الدواوين


عن سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَدِمْتُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَأَتَيْتُ
عُمَرَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَسَأَلَنِي عَنِ النَّاسِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : مَاذَا جِئْتَ
بِهِ ؟ قُلْتُ : جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : وَهَلْ تَدْرِي ، مَا تَقُولُ ؟
قُلْتُ : نَعَمْ . فَجَعَلْتُ أَعُدُّهَا بِيَدِي مِائَةَ أَلْفٍ مِائَةَ أَلْفٍ . فَقَالَ
: إِنَّكَ نَاعِسٌ ، ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَنَمْ ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنِي . فَأَتَيْتُهُ
، فَقَالَ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ ؟ قُلْتُ : جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : تَدْرِي
مَا تَقُولُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . مِائَةِ أَلْفٍ ، مِائَةِ أَلْفٍ ، حَتَّى عَدَّهَا بِأَصَابِعِهِ
، قَالَ : أَطَيِّبٌ ؟ قُلْتُ : لا أَعْلَمُ إِلا ذَاكَ . قَالَ : فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ,
فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ جَاءَنَا
مَالٌ كَثِيرٌ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَكِيلَ لَكُمْ كَيْلا ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنَّ نَعُدَّ لَكُمْ عَدَدًا .فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ هَؤُلاءِ
الأَعَاجِمَ يُدَوِّنُونَ دِيوَانًا لَهُمْ . فَدَوَّنَ الدِّيوَانَ ، فَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ
خَمْسَةَ آلافٍ خَمْسَةَ آلافٍ ، وَلِلأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلافٍ ، أَرْبَعَةَ آلافٍ ،
وَلأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ".


(حديث حسن ).
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 04-13-2016 الساعة 11:11 AM