عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12-04-2013, 09:03 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي أهم أعماله في فترة خلافته رضي الله عنه .



المجلس الحادي عشر
الأربعاء 1 جماد الأول1436هـ
والمجلس الثاني عشر
بتاريخ الأربعاء 1 صفر 1435

من أهم أعماله بعد توليه الخلافة رضي الله عنه




1- انفاذ جيش أسامة رضي الله عنه .
ففي الحديث ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَث بَعثًا ، وأمَّر عليهم أُسامةَ بنَ زيدٍ ، فطعَن الناسُ في إمارتِه ، فقام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( إن تَطعُنوا في إمارتِه فقد كنتُم تَطعُنونَ في إمارةِ أبيه من قَبلُ ، وايمُ اللهِ إن كان لخَليقًا للإمارةِ ، وإن كان لمن أحَبِّ الناسِ إليَّ ، وإنَّ هذا لمن أحَبِّ الناسِ إليَّ بعدَه ) .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 4469 – خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
شرح الحديث


جَاءَ الإسلامُ لِيَعْدِلَ بين البَشَرِ، فلا فَضْلَ لأَحَدٍ على أحدٍ إلا بالتقوَى، { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بَعَث بَعْثًا، أي: سَرِيَّة مِن الجَيْش، وجَعَل أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ رضِي اللهُ عنه أَمِيرًا عليها، فطَعَن بعضُ الناسِ في إمَارَتِه، فتكلَّموا فيها وأنَّه لا يَصلُح لها، وقد قِيلَ: إنَّما طَعَنوا فيه؛ لكونِه مَوْلًى، وقِيل: إنَّما كان الطاعِنُ فيه مَن يُنسَبُ إلى النِّفاق، فلمَّا سَمِع صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك قال: «إنْ تَطْعُنُوا في إمارَتِه فقد كُنتم تَطْعُنون في إمارةِ أَبِيه مِن قَبْلُ» يعني: في إمارةِ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ، وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد جَعَلَه أميرًا على المسلِمين في غزوةِ مُؤْتَةَ، وقال: «وَايْمُ الله» أي أُقسِم بالله، «إنْ كان لَخَلِيقًا للإمارةِ» يعني: جَدِيرًا بها، «وإن كان لَمِنْ أَحَبِّ الناسِ إليَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحبِّ الناسِ إليَّ بَعْدَه».
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ وأَبِيه رضِي اللهُ عنهما، وأنَّهما كانَا مِن أحبِّ الناسِ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم.


الَّذِينَ كَانُوا قَدْ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَسِيرِ إِلَى تُخُومِ الْبَلْقَاءِ مِنَ الشَّامِ ، [ ص: 421 ] حَيْثُ قُتِلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَجَعْفَرٌ وَابْنُ رَوَاحَةَ فَيُغِيرُوا عَلَى تِلْكَ الْأَرَاضِي ، فَخَرَجُوا إِلَى الْجُرْفِ فَخَيَّمُوا بِهِ ، وَكَانَ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - وَيُقَالُ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ . فَاسْتَثْنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ ; لِلصَّلَاةِ - فَلَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامُوا هُنَالِكَ ، فَلَمَّا مَاتَ عَظُمَ الْخُطَبُ وَاشْتَدَّ الْحَالُ وَنَجَمَ النِّفَاقُ بِالْمَدِينَةِ ، وَارْتَدَّ مَنِ ارْتَدَّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ حَوْلَ الْمَدِينَةِ ، وَامْتَنَعَ آخَرُونَ مِنْ أَدَاءِ الزَّكَاةِ إِلَى الصِّدِّيقِ ، وَلَمْ تَبْقَ الْجُمُعَةُ تُقَامُ فِي بَلَدٍ سِوَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، وَكَانَتْ جُوَاثَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ أَوَّلَ قَرْيَةٍ أَقَامَتِ الْجُمُعَةَ بَعْدَ رُجُوعِ النَّاسِ إِلَى الْحَقِّ ، كَمَا فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا سَيَأْتِي ، وَقَدْ كَانَتْ ثَقِيفٌ بِالطَّائِفِ ثَبَتُوا عَلَى الْإِسْلَامِ ، لَمْ يَفِرُّوا وَلَا ارْتَدُّوا .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ أَشَارَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ عَلَى الصِّدِّيقِ أَنْ لَا يُنْفِذَ جَيْشَ أُسَامَةَ لِاحْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ فِيمَا هُوَ أَهَمُّ الْآنَ مِمَّا جُهِّزَ بِسَبَبِهِ فِي حَالِ السَّلَامَةِ ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ أَشَارَ بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَامْتَنَعَ الصِّدِّيقُ مِنْ ذَلِكَ ، وَأَبَى أَشَدَّ الْإِبَاءِ إِلَّا أَنْ يُنْفِذَ جَيْشَ أُسَامَةَ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَحُلُّ عُقْدَةً عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَوْ أَنَّ الطَّيْرَ تَخَطَفُنَا ، وَالسِّبَاعَ مِنْ حَوْلِ الْمَدِينَةِ ، وَلَوْ أَنَّ الْكِلَابَ جَرَّتْ بِأَرْجُلِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، لَأُجَهِّزَنَّ جَيْشَ أُسَامَةَ . فَجَهَّزَهُ وَأَمَرَ الْحَرَسَ يَكُونُونَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ خُرُوجُهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَكْبَرِ الْمَصَالِحِ ، [ ص: 422 ] وَالْحَالَةُ تِلْكَ ، فَسَارُوا لَا يَمُرُّونَ بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ إِلَّا أُرْعِبُوا مِنْهُمْ ، وَقَالُوا : مَا خَرَجَ هَؤُلَاءِ مِنْ قَوْمٍ إِلَّا وَبِهِمْ مَنَعَةٌ شَدِيدَةٌ . فَغَابُوا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَيُقَالُ : سَبْعِينَ يَوْمًا . ثُمَّ آبُوا سَالِمِينَ غَانِمِينَ ، ثُمَّ رَجَعُوا فَجَهَّزَهُمْ حِينَئِذٍ مَعَ الْأَحْيَاءِ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمْ لِقِتَالِ الْمُرْتَدَّةِ ، وَمَانِعِي الزَّكَاةِ ،

2- حـــرب المــرتدين ومانعي الزكاة .

لمَّا توفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واستخلفَ أبو بَكرٍبعدَه كفرَ من كفرَ منَ العربِ فقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ لأبي بَكرٍ كيفَ تقاتلُ النَّاسَ وقد قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا لا إلَه إلَّا اللَّهُ ومن قالَ لا إلَه إلَّااللَّهُ عصمَ منِّي مالَه ونفسَه إلَّا بحقِّهِ وحسابُه علَى اللهِ قالَ أبوبَكرٍ واللَّهِ لأقتلنَّ من فرَّقَ بينَ الزَّكاةِ والصَّلاةِ وإنَّ الزَّكاةَ حقُّ المالِ واللَّهِ لَو منعوني عقالًا كانوا يؤدُّونَه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لقاتلتُهم علَى منعِه فقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ فواللَّهِ ما هوَ إلَّا أن رأيتُ أنَّ اللَّهَ قد شرحَ صدرَ أبي بَكرٍ للقتالِ فعرفتُ أنَّهُ الحقُّ .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
- الصفحة أو الرقم: 2607خلاصة حكم المحدث: صحيح.
أول ما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- ارتد من حول المدينة من الأعراب وانقسموا ثلاث فرق: شيء منهم من صدق المتنبئين كمسيلمة والأسود العنسي وسجاح امرأة تنبأت وطليحة الأسدي هؤلاء لا شك أنهم صدقوا المتنبئين؛ والمتنبئون كذبة.
الفرقة الثانية: عادوا إلى عبادة الأصنام؛ يعني قالوا: إن آباءنا على خير، سنرجع إلى ما كان عليه آباؤنا.الثالث: بقوا على التوحيد، والشهادة أن محمدا رسول الله ولكن منعوا الزكاة.
الجميع قاتلهم الصحابة واعتبروا أنهم جميعا مرتدون، ولما ارتد من حول المدينة فأول من قاتلهم قوم من الأعراب الذين حول المدينة تجمعوا، وقالوا: هلم فلنغنم المدينة هلم فلنقاتل أهل المدينة ونستولي عليها، ما بقي فيها إلا قلة قليلة من هؤلاء الذين يقولون إن محمدا رسول الله، فجمعوا جموعا كثيرة، وأغاروا على المدينة .
وكان أبو بكر -رضي الله عنه- قد رتب الأمور، وقد استعد للقتال، فلما جاء أولئك وأغاروا على المدينة تصدى لهم الصحابة مع قلتهم؛ كان قد بعث جيشا إلى الشام بقيادة أسامة وهم الجيش الذين جهزهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أغار هؤلاء على المدينة فثبت لهم أبو بكر ومن معه، وانتصروا نصرا مؤزرا، فكان هذا أول نصر.
ولما رجع الجيش الذين بعثهم مع أسامة عند ذلك أرسلهم إلى المرتدين من مانعيّ الزكاة بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- توجهوا إلى الكفار الذين في حدود جبل طيء وكان معهم عدي بن حاتم وكان عند وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كان بالمدينة فبايع أبا بكر ولما أقبلوا على طيء قال لهم لخالد ذروني أذهب إلى طيء وأدعوهم ولا تقاتلوهم؛ خشي على قومه من قتالهم، فتركوه وذهب إليهم وأخبرهم ببيعة أبي بكر وكان سيدا مطاعا فيهم فقالوا: نصدق بولاية أبي بكر ونبايع له؛ فانضم منهم نحو ألف مقاتل، فلا شك أن هذا من أسباب نصر الإسلام.



3- وفي عهده رضي الله عنه جُمع القرآن .
أرسَل إليَّ أبو بكرٍ ، مَقتَلَ أهلِ اليمامةِ ، فإذا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عِندَه ، قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه : إنَّ عُمَرَ أتاني فقال : إنَّ القتلَ قدِ استَحَرَّ يومَ اليمامةِ بقُرَّاءِ القرآنِ ، وإني أخشى أن يَستَحِرَّ القتلُ بالقُرَّاءِ بالمواطنِ ، فيذهَبُ كثيرٌ منَ القرآنِ ، وإني أرى أن تَأمُرَ بجمعِ القرآنِ . قلتُ لعُمَرَ : كيف تفعَلُ شيئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال عُمَرُ : هذا واللهِ خيرٌ ، فلم يزَلْ عُمَرُ يُراجِعُني حتى شرَح اللهُ صدري لذلك ، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عُمَرَ . قال زيدٌ : قال أبو بكرٍ : إنك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ لا نتَّهِمُك ، وقد كنتَ تَكتُبُ الوحيَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فتتبَّعِ القرآنَ فاجمَعْه . فواللهِ لو كلَّفوني نقلَ جبلٍ منَ الجبالِ ما كان أثقلَ عليَّ مما أمَرني به من جمعِ القرآنِ . قلتُ : كيف تفعلونَ شيئًا لم يفعَلْه رسولُ اللهِ ؟ قال : هو واللهِ خيرٌ ، فلم يزَلْ أبو بكرٍ يُراجِعُني حتى شرَح اللهُ صدري للذي شرَح له صدرَ أبي بكرٍ وعُمَرَ رضي اللهُ عنهما ، فتتبَّعتُ القرآنَ أجمَعُه منَ العُسُبِ واللِّخافِ وصدورِ الرجالِ ، حتى وجَدتُ آخِرَ سورةِ التوبةِ معَ أبي خُزَيمَةَ الأنصاريِّ ، لم أجِدْها معَ أحدٍ غيرِه : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} . حتى خاتِمةِ بَراءَة ، فكانَتِ الصحُفِ عِندَ أبي بكرِ حتى توفَّاه اللهُ ، ثم عِندَ عُمَرَ حياتِه ، ثم عِندَ حفصةَ بنتِ عُمَرَ رضي اللهُ عنه .
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4986 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 3838

شرح الحديث

يَحْكي زَيْدُ بنُ ثابِتٍ رضي الله عنه، أنَّ أَبا بَكْر رضي الله عنه أَرْسَلَ إليه أَيَّامَ مَقْتَلِ أَهْلِ اليَمامةِ، وَعِنْدَه عُمَرُ رضي الله عنه، فَأَخْبَرَه أنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: إنَّ القَتْلَ قَد "اسْتَحَرَّ"، أي: اشْتَدَّ، وكَثُرَ القِتالُ، وإنِّي أَخْشى أَن يَستَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ في المَواطِنِ الَّتي يَقَع فيها القِتالُ مَعَ الكُفَّارِ، فَيَذْهَب كَثيرٌ مِن القُرآنِ إلَّا أَنْ تَجْمَعوه، وَإنِّي لَأَرى أَن تَجْمَعَ أَنْتَ القُرآنَ. فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: قُلْتُ لِعُمَرَ رضي الله عنه: كَيْفَ أَفعَل شَيْئًا لَم يَفعَله رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ؟ فَأَجابَه: إنَّ جَمْعَ القُرآنِ واللهِ خَيْرٌ مِن تَركِه، فَلَم يَزَلْ عُمَرُ رضي الله عنه يُراجِعني في جَمْعِ القُرآنِ حتَّى شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْري، ورأيتُ الَّذي رَأى عُمَرُ رضي الله عنه. كُلُّ ذَلِكَ وَعُمَرُ رضي الله عنه عِنْدَ أَبي بَكْر رضي الله عنه جالِسٌ لا يَتَكَلَّم. فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: إنَّك يا زَيْدُ، رَجُلٌ شابٌّ، أَشارَ إلى نَشاطِه وَقُوَّتِه فيما يَطلُب مِنه، وبُعْدِه عن النِّسيانِ، عاقِلٌ تَعي المُرادَ، ولا نَتَّهِمك بِكَذِبٍ وَلا نِسيانٍ، وكُنْتَ تَكتُب الوَحيَ لرسولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، أي: فهو أَكْثَرُ مُمارَسةً له مِن غَيرِه، فَجَمْعُ هَذِه الخُصوصيَّاتِ الأَرْبَعِ فيه يَدُلُّ على أنَّه أَوْلى بذلك مِمَّن لَم تَجتَمِع فيه، فَتَتَّبَع القُرآنَ فاجْمَعْه. وَيَحلِف زَيْدٌ رضي الله عنه: فَواللهِ لو كَلَّفَني أَبو بَكْر رضي الله عنه نَقْلَ جَبَلٍ مِن الجِبالِ ما كانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ ممَّا أَمَرَني بِه مِن جَمْعِ القُرآنِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلانِ شَيْئًا لَم يَفعَلْه النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم؟ فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: هو واللهِ خَيْرٌ، فَلَم أَزَلْ أُراجِعه حتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْري لِلَّذي شَرَحَ اللهُ له صَدْرَ أَبي بَكْر وعُمَرَ رضي الله عنهما؛ لِمَا في ذلك مِن المَصلَحةِ العامَّةِ. فَقُمْتُ فَتَتَبَّعتُ القُرآنَ أَجمَعه مِمَّا عِندي وعِندَ غَيْري مِن "الرِّقاعِ"، جَمْع رُقْعة مِن أَديمٍ أو وَرَقٍ أو نَحوِهما، "والأَكْتافِ": جَمْع كَتِف، عَظْمٌ عَريضٌ في أَصْلِ كَتِفِ الحَيوانِ يُنَشَّفُ ويُكْتَبُ فيه، "والعُسُبِ": جَمْعُ عَسيبٍ، وهو جَريدُ النَّخلِ يَكشِطونَ خوصَه ويَكتُبونَ في طَرَفِه العَريضِ، وصُدورِ الرِّجالِ الَّذينَ جَمَعوا القُرْآنَ وحَفِظوه كامِلًا في حَياتِه صَلَّى الله عليه وسلَّم، كَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ ومُعاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنهما، حتَّى وجَدتُ مِن سورة التَّوْبةِ آيَتَيْنِ مع خُزَيْمةَ الأَنْصاريِّ رضي الله عنه لَم أَجِدْهما، أي: الآيَتَيْنِ، مَعَ أَحَد غَيرِه مَكتوبتَيْنِ: {لَقَدْ جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنْفُسِكُم} إلى آخِرِ السُّورةِ. وكانَتِ الصُّحُف الَّتي جُمِعَ فيها القُرآنُ عِندَ أَبي بَكْر رضي الله عنه حتَّى تَوَفَّاه اللهُ، ثُمَّ عِندَ عُمَرَ رضي الله عنه حتَّى تَوَفَّاه اللهُ، ثُمَّ عِندَ حَفْصةَ بِنتِ عُمَرَ رضي الله تَعالى عنهما.

في الحديثِ: أنَّ فِعلَ الخيرِ الذي وُجِد مُقتضِيه، ولم يكُن وُجِد على عهدِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليس ببدعةٍ.

وفيه: مشاورةُ الصَّحابةِ في أمورِ الدِّين، وحِرصُهم على الحِفاظ على القرآن.

وفيه: فضيلةُ زيد بن ثابتٍ، وفضيلة خُزيمةَ الأنصاري

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 02-10-2016 الساعة 12:44 PM
رد مع اقتباس