السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أصول رواية ورش فيما خالف فيه حفصا
قبل أن نشرع في سرد أصول رواية ورش عن نافع على الأوجه الراجحة من طريق التيسير ينبغي أن نعلم أن كل قراءة من القراءات العشر لها أصول و فرش، لكن ما الفرق بين الأصول و الفرش؟
الأصول:
لغة: جمع أصل و هو ما يبنى عليه غيره، و هو أيضا أساس الشيء.
اصطلاحا: عبارة عن الحكم المطَّرد، أي القواعد الكلية التي ينسحب حكم الواحد منها على الجميع غالبا كالمد و القصر و الفتح و الإمالة...إلخ.
فالأصول هي قواعد مطَّرِدَ لها شروط يندرج تحتها كل ما تحقق فيه هذه الشروط، سواء كثر وروده في القرآن مثل قاعدة تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع اجتمعتا في كلمة واحدة مع إدخال ألف بينهما لقالون، أو قل وروده نحو قاعدة تسهيل الهمزة الأولى من المضمومتين في باب الهمزتين من كلمة لقالون، إذ إنها لم ترد في القرآن إلا في موضع واحد.
و من الأصول أيضا ياءات الإضافة، ياءات الزوائد، و الوقف على أواخر الكلم، الإبدال، الوقف على مرسوم الخط، الإمالة...إلخ.
الفرش:
لغة: النشر و البسط.
اصطلاحا: هو الأحكام الخاصة ببعض الكلمات القرآنية المتفق عليها أو المختلف فيها مما يتغير معناها غالبا.
و سميت فرشا لأن المصنفين يوردون الكلمات منثورة و مفروشة في السور على حسب الترتيب المصحفي، و سمي الفرش أيضا فروعا على مقابلة الأصول.
و من خلال التعريف السابق و غيره يمكن القول بأن الفرش هو: الكلمات القرآنية المنتشرة في القرآن سواء كثرت و تكررت الكلمة الواحدة منها نحو كلمة "بيوت" لقول الناظم رحمه الله:
وَ كَسْرُ بُيُوتٍ وَ الْبُيُوتَ يُضَمُّ عَنْ حِمَى جِلَّةً وَجْهَاً عَلَى الْأَصْلِ أَقْبَلَا
أو قلت نحو: "و ما يخدعون" بالبقرة، يقرأها هكذا: " و ما يخادعون"، و هو موضع واحد لا ثاني له.
منقول من أحد الأبحاث في الشاطبية.
منهج الشيخ توفيق النحاس في هذا الكتاب
وقبل أن نبدأ في سرد الأصول ينبغي أن ننبه القارئ على وجود أوجه أخرى لرواية ورش عن نافع من طرق أخرى إلا أن الشيخ توفيق النحاس التزم طريق التيسير و طريق التحبير تيسيرا للقارئ المبتدئ.
يقول الشيخ:
*على هذا النحو: لا يأخذ القارئ بالأوجه المتعددة، لأنه يلتزم طرق التيسير و طرق التحبير فلا يأخذ بالزيادات التي في الشاطبية و التي زادها الشاطبي على طرق التيسير فيكون ذلك أيسر للقارئ المبتدئ.
* من كتاب: مصحف القراءات العشر المتواترة على الأوجه الراجحة للشيخ توفيق النحاس.