عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09-08-2013, 08:30 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

الآيات 176-177 من سورة آل عمران

من تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن )

176 ـ 177‏]‏ ‏{‏وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا
يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏


كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حريصًا على الخلق، مجتهدا في هدايتهم، وكان يحزن إذا لم يهتدوا،
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر‏}‏ من شدة رغبتهم فيه، وحرصهم عليه ‏{‏إنهم لن يضروا الله شيئًا‏}‏ فالله ناصر دينه،
ومؤيد رسوله، ومنفذ أمره من دونهم،
فلا تبالهم ولا تحفل بهم، إنما يضرون ويسعون في ضرر أنفسهم، بفوات الإيمان في الدنيا،
وحصول العذاب الأليم في الأخرى، من هوانهم على الله وسقوطهم من عينه،
وإرادته أن لا يجعل لهم نصيبا في الآخرة من ثوابه‏.‏ خذلهم فلم يوفقهم لما وفق له أولياءه
ومن أراد به خيرا، عدلا منه وحكمة، لعلمه بأنهم غير زاكين على الهدى، ولا قابلين للرشاد،
لفساد أخلاقهم وسوء قصدهم‏.‏
ثم أخبر أن الذين اختاروا الكفر على الإيمان، ورغبوا فيه رغبة من بذل ما يحب من المال،
في شراء ما يحب من السلع ‏{‏لن يضروا الله شيئًا‏}‏ بل ضرر فعلهم يعود على أنفسهم، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ولهم عذاب أليم‏}‏ وكيف يضرون الله شيئًا،
وهم قد زهدوا أشد الزهد في الإيمان، ورغبوا كل الرغبة بالكفر بالرحمن‏؟‏‏!‏ فالله غني عنهم،
وقد قيض لدينه من عباده الأبرار الأزكياء سواهم، وأعد له ـ ممن ارتضاه لنصرته ـ أهل البصائر والعقول،
وذوي الألباب من الرجال الفحول، قال الله تعالى‏:‏
‏{‏قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا‏}‏ الآيات‏.‏
***********************


  • من تفسير الحافظ بن كثير عمدة التفاسير تحقيق أحمد شاكر


176 ـ 177‏]‏ ‏{‏وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ
حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏


يقول تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-:
ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر, وذلك من شدة حرصه على الناس,
وكان يحزنه مبادرة الكفار إلى المخالفة والعناد والشقاق"فقال تعالى: لا يحزنك ذلك، إنهم لن يضروا الله شيئاً؛
{إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ} [(176) سورة آل عمران] أي:
حكمته فيهم أنه يريد بمشيئته وقدرته ألا يجعل لهم نصيباً في الآخرة، {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [(176) سورة آل عمران]".
"ثم قال تعالى مخبراً عن ذلك إخباراً مقرراً: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ} أي:
استبدلوا هذا بهذا {لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا} أي:
ولكن يضرون أنفسهم {وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [(177) سورة آل عمران]".

8888888888888888888888888

لا يوجد لهذه الآيات تعليق في كناب بدائع التفسير

88888888888888888888888888


تطبيق الآية في الواقع :




1-هدي النبي عليه الصلاة والسلام الحزن على من لم يتبعه وكفر بما جاء به , شفقة عليه,
وكذلك المؤمن في هذه الدنيا عليه أن يتأسى به عليه الصلاة والسلام ويحزن لمعصية العاصي
ويشفق على من لم يتبع الهدى .
2- هؤلاء الذين كفروا ويحاولون أن يطفئوا نور الله بأفواههم أو أفعالهم المنكرة أو نشرهم للفساد في الأرض
أو دعوتهم المسلمين أن يتبعوهم ,لن يضروا الله شيئا, فالله تعالى منفذ وعده رسله, فما هم بضارين إلا أنفسهم ,
وكذا من حذا حذوهم من المسلمين , وامتنع عن اتباع الهدي الصحيح,
وسنة النبي عليه الصلاة والسلام فما يضر إلا نفسه " يا أيّها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ..." 105 المائدة
3-وليطمئن المؤمن فيزداد ثباتا بأن الخسارة الفادحة تصيبهم هم , لعدم إيمانهم,
واستبدالهم الآخرة الباقية بالدنيا الدنية , عدا عن العذاب الأليم والعظيم الذي ينتظرهم .
4- توفيق الله عز وجل لأوليائه وخذلانه لأعدائه عدلا منه وحكمة
ألا يجعل لهم حظا في الآخرة لما علم من فساد حالهم
وسوء قصدهم .
5- إن الله تعالى يقيِّضُ لدينه من عباده الابرار الأزكياء
ويهيء لدينه من ينصره من اهل الحق والبصيرة .

إضافة من الاخت باركها الله:

أمثلة في شدة حزنه صلى الله عليه وسلم على كفر الكافرين :

- مثل تضرعه لعمه وهو في سياقة الموت أن يسلم شفقة عليه
( ياعم - يناديه بمنتهى الحب والحنان - قل :
لا إله إلا الله كلمة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة ) وتكرار ذلك عليه حتى مات كافرا

- ومثل بكائه - عليه الصلاة والسلام - على أمه التي ماتت كافرة
مع ملاحظة التزامه أمر الله في تركه الاستغفار لها ... صورة لرحمة وعطف وشفقة ورقة وحنان
لو وجدها ولمسها الناس من الناصح المرشد الداعي لهم ما وسعهم إلا اتباعه وحبه غالبا ولو بعد حين
وتكفي الذكرى الطيبة للدعوة بالتي هي أحسن.
ومثال على ذلك في واقعنا :

]لو أمرت إحدانا أبناءها وهي تبدي لهم شدة حبها لهم وحرصها على خيرهم
وشفقتها عليهم من أن يتعرضوا لغضب الخالق سبحانه ثم تأمرهم لكان أنجع
من أسلوب التهديد والوعيد بقولها : اتقوا الله حتى لا يسحتكم / أو توشك أن تمطر السماء
عليكم حجارة وصواعق بسبب معاصيكم .... وما شابه فإن ذلك ينفر القلوب وبخاصة
أن بعض الأخوات- هداني الله وإياهن - من شدة حرصهن على الطاعة تغلظ القول
دائما وأبدا بل و تصرح أنها تفعل ما عليها في إرشادهم وأمرهم بالخير فإن أطاعوا فبها
ونعمت وإلا فليدخلوا النار سحقا المهم أنها برّأت ذمتها .. تصرح بذلك لهم !!!!
فما يزيدهم إلا نفورا ... وانظري أخية لقوله تعالى لموسى وهارون :
( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) طه / 44- 45
مع ملاحظة أنه سبحانه يعلم أن فرعون لن يتذكر ولن يخشى ولكنه يضع منهج للدعوة إليه .

- كذا أبى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - الدعاء على قومه أو هلاكهم
بل كان دائم الدعاء لهم ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون )



@@@@@@@@@@@@@@@@







رد مع اقتباس