عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-29-2012, 02:48 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,042

قَوْلُهُ : ( أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي ، وَقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ ، فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ بِنَا ) .

أَمَّا قَوْلُهُ : ( الْجَهْدُ ) فَهُوَ بِفَتْحِ الْجِيمِ ، وَهُوَ الْجُوعُ وَالْمَشَقَّةُ ، وَقَدْ سَبَقَ فِي أَوَّلِ الْبَابِ .

وَقَوْلُهُ : ( فَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا ) هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ الَّذِينَ عَرَضُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِمْ كَانُوا مُقِلِّينَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ يُوَاسُونَ بِهِ .

قَوْلُهُ : ( إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا ، وَيَسْمَعُ الْيَقْظَانَ )

- ص 211 - هَذَا فِيهِ آدَابُ السَّلَامِ عَلَى الْأَيْقَاظِ فِي مَوْضِعٍ فِيهِ نِيَامٌ ، أَوْ مَنْ فِي مَعْنَاهُمْ ، وَأَنَّهُ يَكُونُ سَلَامًا مُتَوَسِّطًا بَيْنَ الرَّفْعِ وَالْمُخَافَتَةِ ، بِحَيْثُ يُسْمِعُ الْأَيْقَاظَ ، وَلَا يُهَوِّشُ عَلَى غَيْرِهِمْ .

قَوْلُهُ : ( مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجَرْعَةِ ) هِيَ بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا ، حَكَاهُمَا ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ ، وَهِيَ الْحَثْوَةُ مِنَ الْمَشْرُوبِ ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ ( جَرِعْتُ ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ .

قَوْلُهُ : ( وَغَلَتْ فِي بَطْنِي ) بَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ الْمَفْتُوحَةِ أَيْ دَخَلَتْ وَتَمَكَّنَتْ مِنْهُ .

قَوْلُهُ : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي ، واسْقِ مَنْ أَسْقَانِي ) فِيهِ الدُّعَاءُ لِلْمُحْسِنِ وَالْخَادِمِ ، وَلِمَنْ سَيَفْعَلُ خَيْرًا ، وَفِيهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحِلْمِ ، وَالْأَخْلَاقِ الْمُرضِيَةِ ، وَالْمَحَاسِنِ الْمُرْضِيَةِ ، وَكَرَمِ النَّفْسِ ، وَالصَّبْرِ ، وَالْإِغْضَاءِ عَنْ حُقُوقِهِ ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْأَلْ عَنْ نَصِيبِهِ مِنَ اللَّبَنِ .

قَوْلُهُ فِي الْأَعْنُزِ : ( إِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ ) هَذِهِ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ وَآثَارِ بَرَكَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قَوْلُهُ : ( فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ ) هِيَ زَبَدُ اللَّبَنِ الَّذِي يَعْلُوهُ ، وَهِيَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ مَشْهُورَاتٌ ، وَرِغَاوَةٌ بِكَسْرِ الرَّاءِ ، وَحُكِيَ ضَمُّهَا ،
وَ ( رُغَايَةٌ ) بِالضَّمِّ ، وَحُكِيَ الْكَسْرُ .
وَارْتَغَيْتُ شَرِبْتُ الرَّغْوَةَ .

- ص 212 - قَوْلُهُ : ( فَلَمَّا عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَوِيَ ، وَأَصَبْتُ دَعَوْتَهُ ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ ؟ )
مَعْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ حُزْنٌ شَدِيدٌ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكَوْنِهِ أَذْهَبَ نَصِيبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَعَرَّضَ لِأَذَاهُ ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَوِيَ ، وَأُجِيبَتْ دَعْوَتُهُ ، فَرِحَ وَضَحِكَ حَتَّى سَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ ضَحِكِهِ لِذَهَابِ مَا كَانَ بِهِ مِنَ الْحُزْنِ ، وَانْقِلَابِهِ سُرُورًا بِشُرْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِجَابَةِ دَعْوَتِهِ لِمَنْ أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ ، وَجَرَيَانِ ذَلِكَ عَلَى يَدِ الْمِقْدَادِ ، وَظُهُورِ هَذِهِ الْمُعْجِزَةِ ، وَلِتَعَجُّبِهِ مِنْ قُبْحِ فِعْلِهِ أَوَّلًا ، وَحُسْنِهِ آخِرًا ، وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ ) أَيْ إِنَّكَ فَعَلْتَ سَوْأَةٍ مِنَ الْفَعَلَاتِ مَا هِيَ ؟ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، أَيْ إِحْدَاثُ هَذَا اللَّبَنِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ ، وَخِلَافِ عَادَتِهِ ، وَإِنْ كَانَ الْجَمِيعُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى .

صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب الْأَشْرِبَةِ - آداب السلام على
الأيقاظ في موضع فيه نيام

موقع الإسلام


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 09-29-2012 الساعة 02:49 AM
رد مع اقتباس