طلب العلم وآدابه من قصة موسى والعبد الصالح في سورة الكهف
طلب العلم وآدابه
من قصة موسى والعبد الصالح
في سورة الكهف
مُقدمه:
إنّ طلبَ العلم له مكانةٌ عالية في الإسلام، ومن النعم التي أنعمها الله على آدم بعد خلقه أنْ علّمه الله -سبحانه وتعالى- الأسماء كلها؛ ثمّ ابتلاه واختبره فيها أمام الملائكة، فكان حافظًا للعلم شاكرًا نعمة ربّه على العلم، فكافأه المولى -تبارك وتعالى- بالجنة؛ قال عزّ وجلّ: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35] وجعله رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم– بابًا من أبواب الجنة ومُوصلا إليها فقال: "من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله به طريقا للجنة"1، والنصوص الدالة على ذلك المعنى لا حصرَ لها.
1 خريج السيوطي : (الترمذي) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6298
في صحيح الجامع
والمولى -تبارك وتعالى- ضرب لنا مثلا من أروع الأمثلة في طلب العلم من العلماء وآداب طلب العلم التي يجب توافرها في طالب العلم في شخص موسى –عليه السلام– في بضع آياتٍ من سورة الكهف.
فالعلمُ في الإسلام له مكانته التي لا تخفى على أصحاب الفهم السليم، ولا يُنكر هذه المنزلة للعلم والعلماء إلا السفهاء الذين لا يعلمون.
الموضوع:
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا* فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا* فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا* قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا* قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا* فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا* قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا* قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا* وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا* قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا* قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا* فَانْطَلَقَا...} [الكهف: 60-71].
أولا: نكشفُ عن مكانة طرفي العملية التعليمية -أو الأصوب عملية التعلم- مَنْ الطالب للعلم؟
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-25-2015 الساعة 02:05 PM
|