عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-05-2012, 03:14 AM
زهرة زهرة غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 177
افتراضي شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله شرح أحاديث رياض الصالحين باب المر

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح أحاديث رياض الصالحين باب المراقَبة

5- بابُ المراقَبة

قال الله تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ [الشعراء:218،219]، وقال الله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾[الحديد:4]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ﴾ [آل عمران:5]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر:14]، وقال تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر:19] ، والآيات في الباب كثيرة معلومة.

الشرح
المراقبة لها وجهان:
الوجه الأول: أن تراقب الله عز وجل.
~~~~~~~~
والوجه الثاني: أن الله تعالى رقيب عليك
كما قال تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً﴾[الأحزاب:52] .
أما مراقبتك لله فأن تعلم أن الله- تعالى- يعلم كل ما تقوم به من أقوال وأفعال واعتقادات ، كما قال الله تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(217)الذي يراك حين تقوم (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ [الشعراء:217ـ 219] ، يراك حين تقوم، أي: في الليل حين يقوم الإنسان في مكان خال لا يطلع عليه أحد، فالله سبحانه وتعالى يراه. حتى ولو كان في أعظم ظلمة وأحلَكِ ظلمة؛ فإن الله تعالى يراه.
وقوله: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ أي : وأنت تتقلَّب في الذين يسجدون في هذه الساعة ، يعني تقلُّبكَ فيهم، أي: معهم، فإن الله- سبحانه وتعالى- يرى الإنسان حين قيامه وحين سجوده.
وذَكَرَ القيام والسجود؛ لأن القيام في الصلاة أشرف من السجود بذكره، والسجود أفضل من القيام بهيئته.
أما كون القيام أفضل من السجود بذكره؟ فلأن الذكر المشروع في القيام هو قراءة القرآن، والقرآن أفضل الكلام .
أما السجود فهو أشرف من القيام بهيئته؛ لأن الإنسان الساجد أقرب ما يكون من ربه عز وجل ،كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد))(1) .



(1) أخرجه مسلم ،كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، رقم (482) .

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة ; 09-05-2012 الساعة 03:33 AM
رد مع اقتباس