6- وحدث في الميناء ....!!
تقـــــول صاحبتنــــا :
لم تكن قبل قليل الأوراق في حوزتنا ، فقد سلمها لنا حينها زوج صديقتنا ..!!
فقد أصر - غفر الله له - على الاحتفاظ بجوازات السفر حتى آخر الوقت معه ..!!
لقينا عند بوابة الميناء ليسلمنا تلك الأوراق ، معلنا أنه مضطر إلى الفراق
زاعما قدرته بعد أيام على اللحاق ...!!
كل أخذ ورقه ووقف في دوره من صفه ، و لم يستطع أحدنا إجابة سؤال وُجه له :
من المسئول عنكم ، من قائد سفرتكم ؟!
لم نستطع أن نذكر عينا ، و تغيظ محارمنا علينا ...!!!
قلنا : أو ليس أبا عبد الرحمن ؟!
فقال العاملون : عجبا لكم ، ألا تعلمون من بالأوراق أمدكم ؟!
كان ينبغي أن يتولى عنكم مشقة إتمام الإجراءات ،
ويصحبكم في كل خطوة من الخطوات ؟!!
مكتوب في جواز السفر : أنكم تتبعون فلانا كذا ذُكر ...!!
فنظر بعضنا إلى بعض باضطراب ، ولم نستطع أن نأتي بجواب ...!!
قال العاملون : كم ستتعبون ، و على رحلتكم تلك - لابد- ستندمون ...!!
أشفق من جهلنا القوم ، وما كف محارمنا عن تقريعنا واللوم ...!!
و بعد وقت طال و طال ، تمت المراجعة بيسر للرجال ...
ثم طلب أحد العاملين بالميناء ، أن يطلع على وجوه النساء ...!!
وكان المكان شديد الزحام ، والجميع في شديد الحر صيام
و بدا على وجه الرجل العناد ، فاتفقنا على الإذعان له والانقياد ...
فهذا في الأخير حقه ، والتأكد من حقيقتنا من صميم عمله ...
فلما وجد من الطاعة و الإذعان ، استحي أن يتفرس في وجوهنا
طويلا في الزحام ...!!
فما تكاد إحدانا تمد يدها لكشف الحجاب ، حتى يأذن لها بالمرور بأدب جم و بلا ارتياب ...!!
وكانت إحدانا متغيبة لحاجة ، فلما أتى دورها رفضت أن تكشف الحجاب بسذاجة ...!!
فتغيظ عليها ، ورفض أن يحسن إليها... فوقفت المسكينة باكية حزينة بعد أن
أقسم ألا تسافر معنا على السفينة ... !!
وبعد محاولات و دمعات وشفاعات من هذا و ذاك من هنا و هناك ....
رضي الرجل في الأخير ، وأذن لها بعد أن كشفت وجهها طويلا بالرحيل ..!!
اللهم بارك لمعلمتنا أم هانئ صاحبة الرسالة
وارزقنا جميعا الحج والعمرة في طاعة وعافية
آمين
ويتبـــــــــع .