عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-27-2011, 11:56 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
عاقبة شرك المحبة
ومن هنا جاء الوعيد الشديد في حق هذه الأمة
إن هي ركنت إلى أي صارفٍ أو مُغرٍ أو ملهٍ
عن محبة الله ومحبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقال تعالى:"قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"[التوبة:24]


فهذا فسق وعمل يستوجب الوعيد الشديد
"فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ "[التوبة:24]
وهذا الأمر من أول بداياته أن يُذهب الله تبارك وتعالى
النصر والعز والتمكين
ويورث تلك الأمة الذل والخسارة والضياع
كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بالحديث الذي يقارب معنى هذه الآية
{إذا تركتم الجهاد وتبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر
سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم}(1)


وهذا هو الوهن الذي أخبر عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وهو حب الدنيا وكراهية الموت
لكن إذا كان الله ورسوله أحب إلينا من كل هذه المغريات والشهوات والملهيات فهذه هي حقيقة الإيمان
ولهذا يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً
وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً} (2)


ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في الحديث الآخر
{ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه
كما يكره أن يقذف في النار} (3)


فهذه هي حقيقة أو ضرورة المحبة
أن يكون قلب الإنسان ممتلئاً بحب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
وحب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحب ما أمر الله ورسوله به
ولا يكون في قلبه أدنى مثقال ذرة من كره الله
أو كره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو كراهية شيء
مما جاء به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


وقد وقع في حياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصة
ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن في شأن المنافقين
الذين خلت قلوبهم من محبة الله
ومحبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
-عافنا الله وإياكم من النفاق-
يقول الله تبارك وتعالى
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *
لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66]
~~~
(1) الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 423
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(2)الراوي: العباس بن عبدالمطلب المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 34
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(3)الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 21
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


رد مع اقتباس