عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-21-2011, 11:14 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
ضوابط الوقف اللازم


الضابط الأول

هو أن يكون في وصل الكلام بما بعده رفع للوهم الناشئ من الوصل .
ولإيضاح الكلام أقول

1- قوله تعالى
" إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ " (الأنعام: 36)


قيل أن الوقف على" يَسْمَعُونَ " لازم
لأن في وصله بما بعده إيهام بأن الموتى يشتركون
مع الأحياء في صفة الاستجابة وليس كذلك.


أقول والصحيح أن هذا الوقف لا يعد من باب اللازم لأن حاصل الوهم الناشئ من الوصل
يكون بالوقف على"وَالْمَوْتَى "
لكن لو وصل القارئ الكلام بعضه ببعض
بأن يصل إلى آخر الآية ما وقع الوهم
وما لزم الوقف .

وخير دليل على ذلك ما ذكره الداني
_ _ في المكتفى
حيث قال :" وكذلك يلزم أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب ،ويفصل مما بعدها أيضا
إن كان بعدها ذكر النار والعقاب
وذلك في نحو قوله
" بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ
بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
(البقرة:1 8 )

هنا الوقف ولا يجوز أن يوصل
بقوله : " وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ "
( البقرة :82 )
ويقطع على ذلك ويختم به الآية .

ومثله : " وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ " (غافر: 6)

هنا التمام ، ولا يجوز وصل ذلك
بقوله : " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ "
(غافر: 7)
ويقطع عليه ويختم الآية

وكذلك : " يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ "
(الإنسان:31 )
هنا الوقف ، ولا يجوز أن يوصل ذلك
بقوله " وَالظَّالِمِينَ "
ويقطع على ذلك ، وكذلك ما أشبهه" .
فإنه _ رحمه الله_ ألزم الوقف ولم يجوز الوصل
حال الوقف على ما ذكره
ولكن لو لم يقف القارئ على ذلك
ووصله بما بعده ما وقع الوهم وما لزم الوقف .

قال المرعشي _ رحمه الله_
بعد أن ذكر كلام الداني السالف ذكره
: فالوصل في هذه المواضع يوهم معنى فاسدا
فيحرم إن تقرر الوهم بسبب القطع على ما ذكره
فلو لم يقطع على ما ذكره
لارتفع الوهم فلا يحرم الوصل
فلو لم يقطع على "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ "
(البقرة: 82)

بل وصله بقوله " أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (البقرة :82)
لاندفع الوهم الحاصل من وصل
" وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ "
بما قبله
وكذا في المثالين الآخرين .

ولك أن تتأمل حديث النبي
لما جاءه رجلان فتشهد أحدهما
فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد
ومن يعصهما، فقال له رسول الله قم بئس الخطيب أنت
وإنما قال له النبي ذلك لأنه جمع بين حال
من أطاع ومن عصى
ولو وصل الكلام بما بعده
فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد
ومن يعصهما فقد غوى ،ما فسد المعنى
وما أقامه النبي .

قال الداني _ _
معلقا على الحديث :"........ وإنما كان ينبغي له
أن يقطع على قوله : فقد رشد
ثم يستأنف ما بعد ذلك
أو يصل الكلام إلى آخره فيقول
ومن يعصهما فقد غوى"

وما أسلفنا من كلام الداني وغيره برهان
كاف شاف لما عليه البيان الأول .
رد مع اقتباس