عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-11-2011, 11:43 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
أول شرك وقع في المحبة


وأول أمة ارتكبت الظلم العظيم والشرك بالله
هي أمة نوح عليه السلام
وقد قص الله تبارك وتعالى علينا أمرهم
وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك
فبداية ذلك الشرك كان بالضلال في المحبة
فقد ضلوا في محبة الصالحين
وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً
وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً [نوح:23]


وهؤلاء كما فسرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أسماء رجال صالحين من قوم نوح
كان قوم نوح يحبونهم ويعظمونهم لله وفي ذات الله؛
لأنهم يعبدون الله، ولأنهم أولياء الله عز وجل؛
لأنهم يرونهم أقرب إلى الله منهم
فأحبوهم وعظموهم من أجل ذلك
فلما ماتوا قالوا: نخشى أن تموت ذكراهم بموتهم
فقالوا: لا بد أن نتذكرهم لنحبهم ولنحب الله
ولنعبد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كما كانوا يعبدونه، فصوروهم
ثم تناسخ العلم وعبدت تلك الصور وأصبحت أصناماً
وأصبحت الصور والأصنام آلهة معبودات
من دون الله عز وجل
حتى إنه لما بُعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كان لكل قبيلة من العرب صنمها المسمى بأسماء هؤلاء

كما بين ذلك عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
في الحديث نفسه.

فإذاً معرفة حقيقة المحبة ضرورية جداً
والانحراف فيها قد يوقع في الشرك وفي الذنب العظيم
الذي يحبط كل طاعة
ولذلك أيضاً نجد أنه لا بد أن يحب العبد ربه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
وأن يحب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فمن لم يكن في قلبه حب لله ولرسوله
فهذا ليس بمؤمن وليس بمسلم
بل ذلك مقتضٍ لأن يحبط عمله وترد جميع أفعاله وأعماله
وإن كانت حسنة في ظاهرها
والله سبحانه قد بين ذلك من حال المنافقين
الذين يزعمون الإيمان ولكنهم كانوا في حقيقة قلوبهم
يكرهون ما أنـزل الله ويكرهون أوامره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
فقال: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
[محمد:9]
فلما كرهوا ما أنـزل الله أحبط أعمالهم
وفي الآية الأخرى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ
إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى
وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:54]

فالإنفاق والعمل إذا لم يكن عن محبة للمتقرب إليه
وهو الله تبارك وتعالى
وإذا لم يكن عن محبة لهذا العمل الذي شرعه الله وأمر به
فإن ذلك لا ينفع صاحبه شيئاً
ولا يجدي ذلك العمل مهما كان.
عاقبة شرك المحبة
يتبع إن شاء الله

التعديل الأخير تم بواسطة هند ; 09-27-2011 الساعة 11:54 PM
رد مع اقتباس