الموضوع: من جوامع الكلم
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-13-2011, 01:55 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,670
افتراضي

وثالث هذه الأركان :
إيتاء الزكاة
******
وهي عبادة مالية فرضها الله
سبحانه وتعالى
على عباده ، طهرة لنفوسهم من البخل ،
ولصحائفهم من الخطايا ، كيف لا ؟
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :
(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ
بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ
سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
)
(7)
كما أن فيها إحسانا إلى الخلق ،
وتأليفا بين قلوبهم ، وسدا لحاجتهم ،
وإعفافا للناس عن ذل السؤال .
وفي المقابل :
إذا منع الناس زكاة أموالهم كان ذلك سببا
لمحق البركة من الأرض ،
مصداقاً لحديث بريدة رضي الله عنه :
(
ما منع قوم الزكاة ؛ إلا ابتلاهم الله بالسنين)(8)
وقد توعد الله سبحانه وتعالى
مانعي الزكاة بالعذاب الشديد في الآخرة ،
فقال تعالى :
{
وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَاآتَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ
مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
}(9)

، وقد جاء في صحيح مسلم في شرح قوله تعالى :
{
ي
ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ
وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ
أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ يَكْنِـزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا
يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }(10)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(
قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا
مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ
لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ
مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى
بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا
بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ
فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ
وَإِمَّا إِلَى النَّارِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
فَالْإِبِلُ قَالَ وَلَا صَاحِبُ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي
مِنْهَا حَقَّهَا وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا إِلَّا إِذَا
كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ
مَا كَانَتْ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا
وَاحِدًا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا
كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ
مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ
أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى
سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ قِيلَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ قَالَ:
وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا
إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ
قَرْقَرٍ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ
وَلَا جَلْحَاءُ وَلَا عَضْبَاءُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ
بِأَظْلَافِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا
رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
خَمْسِينَ أَلْفَ
)(11)
، فكان عقابه من الله بماله الذي
بخل به على العباد .
******
الركن الرابع :
صيام رمضان
وهو موسم عظيم ،
يصقل فيه
المسلم إيمانه ، ويجدد فيه عهده مع الله ،
وهو زاد إيماني قوي
يشحذ همته ليواصل السير في درب
الطاعة بعد رمضان ،
ولصيام رمضان فضائل عدّة ،
فقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن صامه إيمانا
واحتسابا
بغفران ما مضى من ذنوبه ،
، وحسبُك من فضله أن أجر صائمه
غير محسوب بعدد .
*******
الركن الخامس:
الحج
إلى بيت الله الحرام ،
وقد فرض في السنة التاسعة للهجرة ،
يقول الله تعالى :
{
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ
عَنِ الْعَالَمِينَ
}(12)

، وقد فرضه الله تعالى تزكية للنفوس ،
وتربية لها على معاني العبودية والطاعة،
فضلاً على أنه
فرصة عظيمة لتكفير الذنوب ، فقد جاء في الحديث :
قال البخارى فى صحيحه:
(
حَدَّثَنَا آدَمُ قال : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ :سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ
رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ
)(13)
*******
وعلى هذه الأركان الخمسة ،
قام صرح الإسلام العظيم ، نسأل الله سبحانه
أن يوفقنا لكل ما فيه رضاه ،
وأن يصلح أحوالنا ،
إنه ولي ذلك والقادر عليه


(1)صحيح البخاري
- كِتَاب الْإِيمَانِ
بَاب قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ

(2)(آل عمران : 85 )
(3)صحيح البخاري
- كِتَاب الْجَنَائِزِ
- بَاب مَا جَاءَ فِي الْجَنَائِزِ وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ


(4)الأعراف:158


(5)صحيح مسلم
- كِتَاب الْإِيمَانِ -
ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله
آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا

(6)صحيح مسلم
- كِتَاب الْإِيمَانِ
- إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي

(7)( التوبة : 103 )


(8)الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي
المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم: 763
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
(9)( آل عمران : 180 )


(10)( التوبة : 34 )
(11)صحيح مسلم - كِتَاب الزَّكَاةِ - باب إِثْمِ مَانِعِ الزَّكَاةِ
(12)آل عمران : 97

(13)صحيح البخاري
- كِتَاب الْحَجِّ
لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور

يتبع بإذن الله
رد مع اقتباس