ملتقى قطرات العلم النسائي

ملتقى قطرات العلم النسائي (http://www.katarat1.com/forum/index.php)
-   ملتقى عام (http://www.katarat1.com/forum/forumdisplay.php?f=8)
-   -   أشدُّ صُور الإيذاء (http://www.katarat1.com/forum/showthread.php?t=2341)

أم سليمان 07-27-2016 02:42 AM

أشدُّ صُور الإيذاء
 
أشدُّ صُور الإيذاء
إنَّ في السَّير على خُطى سَلَف هذه الأمة وخِيارِها خيرَ مسلَكٍ وأقومَ منهَجٍ،
وأهدَى سبيلٍ إلى بُلوغ الغايَةِ من رِضوان الله، ونُزول الجنة دارَ كرامَته ومُستقرِّ
رحمته، إلى جِوار أوليائِه والصَّفوَة من عبادِه.
وإنَّ مِن أجلِّ ما اتَّصَفُوا به: كمالَ الحِرصِ على سُلُوك سبيل الإحسان في

كل دُرُوبِه، وصَون النفسِ عن التجنِّي، وحَجزِها عن العُدوان، والتجافِي بها
عن الإيذاءِ للمُؤمنين والمُؤمِنات في أي لونٍ من ألوانِه.
يحدُوهم إلى ذلك: هذا الأدبُ الرَّفيعُ والخُلُقُ العظيم الذي ربَّاهم عليه

ربُّهم الأعلى -سبحانه-، حين بيَّن لهم أنَّ الصِّلَة بين المؤمنين والرَّابِطَة
التي تربِطُ بينهم هي الأُخُوَّة في الدين، فقال –سبحانه-:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
والأُخوَّة تعني أيضًا: كفَّ الأذَى. فالمُسلمُ حقًّا من كمُلَ إسلامُه بسلامة
الناس من إيذاء لسانِه ويدِه وما في حُكمِهما، وإذا كان للإيذاءِ باللِّسانِ

واليَدِ ضُروبٌ شتَّى وألوانٌ لا حصرَ لها؛ فإن من أشدِّ صُور الإيذاء قُبحًا

وأعظمها ضررًا ما اجتمعَ فيه اللِّسان واليَد، كمن يبسُطُ لسانَه

بالسوء في أعراض المُسلمين ويقعُ فيها بافتِراء الكذب، ويخُطُّه بيمينِه

في كلماتٍ أو مقالاتٍ أو خُطبٍ أو رسائل أو تغريداتٍ، يستحكِمُ

بها الإيذاء، ويعظُمُ وقعُه، وتتَّسِع دائرَتُه فتعُمُّ البلوَى به.
ولذا جاء الوعيدُ الصارِخُ والتهديدُ الشديد لكل من آذَى مُؤمنًا؛ زجرًا
له وترهيبًا لمن ألقَى السمعَ وهو شهيد، قال –صلى الله عليه وسلم-:
مَن قال في مؤمنٍ ما ليسَ فيهِ ؛ أسكنَهُ الله
رَدغةَ الخَبالِ ، حتَّى يخرجَ ممَّا قال .


الراوي : عبدالله بن عمر
| المحدث : ]الألباني المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم:
| خلاصة حكم المحدث : صحيح
ورَدغةُ الخَبَال: هي عُصارةُ أهل النار، وخروجُه مما قال هو بالتوبَة النَّصُوح إلى الله
تعالى، وباستِحلال أخيهِ مما قالَ فيه.
وإن الإيذاءَ كما يقعُ على آحاد الناس، فإنه يقعُ أيضًا على المجموع؛ كالشَّتْم
والطَّعْن والاستِهزاء الواقِع على المُؤسَّسات عامِّها وخاصِّها، والتَّنقيبِ عن

أخطائِها، وتتبُّع عثَرَاتها، ونشر عُيُوبِها، والفرَح بذلك أشدَّ الفرَح، والتباهِي
به أعظمَ المُباهاة، وكأنَّه صيدٌ ثمينٌ أو غنيمةٌ تُغتنَم، وبالاحتِيال لتكبير الصَّغير

وتعظيم اليسير دون بُرهانٍ ساطِع، ولا مُستنَدٍ قاطع، ولا حُجَّة بيِّنَة

تصمُدُ أمام التمحيصِ المُخلِص، والتتبُّع الصادق الذي يرجُو به صاحِبُه

اللهَ والدارَ الآخرةَ.
وإن من أعظَم أسباب الإيذاء الباعِثَة عليه: اللَّدَدَ في الخُصومة، وقد جاء
التحذيرُ الشديدُ لمن خاصمَ في باطلٍ وهو يعلم، قال –صلى الله عليه وسلم-:
من حالَت شفاعتُه دونَ حدٍّ من حدودِ اللَّهِ فقد

ضادَّ اللَّهَ، ومن خاصمَ في باطِلٍ وَهوَ يعلمُه، لَم يزل في

سَخَطِ اللَّهِ حتَّى ينزِعَ عنهُ ومن قالَ في مؤمِنٍ ما ليسَ فيهِ

أسكنَهُ اللَّهُ رَدغةَ الخَبالِ، حتَّى يخرُجَ مِمَّا قالَ .

الراوي :عبدالله بن عمر | المحدث : الوادعي المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم: [8422 خلاصة حكم المحدث : صحيح[
ولذا فإن من المُتعيِّن على من جُهِل عليه ألا يُقابِلَ ذلك الجهلَ بمثلِه؛ طاعةً لربِّه -
سبحانه -، وحذَرًا من الوقوع فيما يقبُحُ بالمُؤمن ولا يحسُن به؛ فإن سبيلَ المُؤمن ليس
سبيلَ الطعنِ والشَّتْم الذي يُنافِي كريمَ خُلُقِه وسليمَ فِطرَته، وكان مما نُقِل عن بعض
السَّلَف قولُه: "إنك لن تُعاقِبَ من عصَى الله فيك بأفضلَ من أن تُطيعَ اللهَ فيه".
أي: فيكونُ استِعصامُك بتقوَى الله وطاعته في مُعامَلَته أقوى باعِثٍ على كَبحِ

جِماحِه وصدِّ عُدوانِه وردِّ باطِلِه.
فطُوبَى لمن لم يُقابِل الإساءةَ بمِثلِها ولم يدفَعِ الظُّلمَ بمثلِه؛ فإنه جديرٌ برحمةِ ربِّه،
خليقٌ برعايتِه ومعيَّتِه وتأيِيده،

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].
للشيخ: أسامة خياط –حفظه الله-
(بتصرف)

أم أبي التراب 07-28-2016 06:20 AM

اقتباس:

فالمُسلمُ حقًّا من كمُلَ إسلامُه بسلامة
اقتباس:

الناس من إيذاء لسانِه ويدِه وما في حُكمِهما


اللهم زينا بما تحب وترضى
جزاك الله خيرا حبيبتي أم سليمان

أم سليمان 07-28-2016 05:15 PM

آمين وإياك معلمتنا الغالية
http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gifربنا يبارك فيكم ويرفع قدركمhttp://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon188.gif


الساعة الآن 03:02 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w