ملتقى قطرات العلم النسائي

ملتقى قطرات العلم النسائي (http://www.katarat1.com/forum/index.php)
-   ملتقى القرآن وعلومه (http://www.katarat1.com/forum/forumdisplay.php?f=4)
-   -   كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب (http://www.katarat1.com/forum/showthread.php?t=394)

أم سليمان 12-11-2010 06:12 PM

كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام نفيس للعلامة السعدي في الصبر على المصائب
في قوله تعالى : {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي
أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ
كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } سورة الحديد .
* قال الإمام العلامة السعدي - رحمه الله - في كتابه :
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان [ ص ٨٤٢ ،
ط المعارف ] : ـ
( يقول تعالى مخبرا عن عن عموم قضائه و قدره :
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ } وهذا شامل
لعموم المصائب التي تصيب الخلق من خير وشر ، فكلها قد
كتبت في اللوح المحفوظ :صغيرها و كبيرها ، وهذا أمر
عظيم لا تحيط به العقول ، بل تذهل عنه أفئدة أولي الألباب ،
ولكنه على الله يسير .وأخبر الله عباده بذلك لأجل أن تتقرر
هذه القاعدة عندهم ، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر
، فلا ييأسوا ويحزنوا على ما فاتهم مما طمحت له نفوسهم
وتشوفوا إليه ؛ لعلمهم أن ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ ، لا
بد من نفوذه ووقوعه ، فلا سبيل إلى دفعه ، ولا يفرحوا بما
آتاهم الله ، فرح بطر و أشر ؛ لعلمهم أنهم ما أدركوه بحولهم
وقوتهم ، وإنما أدركوه بفضل الله ومنه ، فيشتغلوا بشكر من
أَوْلَى النعم و دَفَعَ النقم ، و لهذا قال :
{ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } أي : متكبر فظ غليظ
معجب بنفسه ، فخور بنعم الله ، ينسبها إلى نفسه ، وتطغيه
وتلهيه ، كما قال تبارك وتعالى {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ
إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ }


و قال في آية التغابن في قوله تعالى : { مَاأَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ
إِلابِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
و هذا عام لجميع المصائب في النفس والمال والولد والأحباب
ونحوهم ، فجميع ما أصاب العباد فبقضاء الله وقدره ، سبق
بذلك علم الله تعالى ، وجرى به قلمه ، ونفذت به مشيئته ،
واقتضته حكمته .والشأن كل الشأن : هل يقوم العبد بالوظيفة
التي عليه في هذا المقام أم لا يقوم بها ؟فإن قام بها : فله
الثواب الجزيل والأجر الجميل في الدنيا والآخرة.فإذا
آمن أنها من عند الله ، فرضي بذلك وسلم لأمره : هدى
الله قلبه ، فاطمأن و لم ينزعج عند المصائب ، كما يجري
لمن لم يهد الله قلبه ، بل يرزقه الله الثبات عند ورودها ،
والقيام بموجب الصبر ، فيحصل له بذلك ثواب عاجل ،
مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الثواب ، كما قال تعالى
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } .وعلم من
هذا : أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب - بأن لم
يلحظ قضاء الله وقدره ، بل وقف مع مجرد الأسباب - :
أنه يخذل ، ويكله الله إلى نفسه . وإذا وكل العبد إلى نفسه :
فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة
على العبد قبل عقوبة الآخرة على ما فرط في واجب الصبر
هذا ما يتعلق بقوله { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } في مقام
المصائب الخاص .و أما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي
فإن الله أخبر أن كل من آمن - أي : الإيمان المأمور به من
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره
وشره - وصدق إيمانه - بما يقتضيه الإيمان من القيام بلوازمه
وواجباته - أن هذا السبب الذي قام به العبد : أكبر سبب لهداية
الله له في أحواله وأقواله وأفعاله ، وفي علمه وعمله .وهذا
أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان ، كما قال تعالى في الإخبار
أن المؤمنين يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة- [وأصل
الثبات : ثبات القلب وصبره و يقينه عند ورود كل فتنة ] -
فقال تعالى : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ }
فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبا ، وأثبتهم عند المزعجات
والمقلقات ، وذلك لما معهم من الإيمان " اهـ .
منقول

توبة 12-11-2010 10:27 PM

حبيبتي
أم سليمان

جزاكِ لله خيراً
ونسأل الله العفو والعافية

هند 12-13-2010 05:08 AM

حبيبــــhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/Ve615655.gifــــتي

أم سليمان

جزاكِ الله خيراً



أم سليمان 12-14-2010 03:04 PM

آمين وإياكن
بارك الله فيكن
على ردودكن أسعدكن الله في الدارين


الساعة الآن 03:14 AM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w