ملتقى قطرات العلم النسائي

ملتقى قطرات العلم النسائي (http://www.katarat1.com/forum/index.php)
-   ملتقى الفقه ومواسم العبادات (http://www.katarat1.com/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   حكم الخروج على الحكام (http://www.katarat1.com/forum/showthread.php?t=505)

أمة الله 01-31-2011 01:48 PM

حكم الخروج على الحكام
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حكم الخروج على الحكام الذين يقترفون المعاصي والكبائر



هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائرموجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد ، والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة ، فما رأي سماحتكم ؟


************************************************


الحمد لله

أجاب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ، فقال :



" بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :


ف قد قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) النساء/59 ،

فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم الأمراء والعلماء ،


وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف ، والنصوص من السنة تبين المعنى ،

وتقيد إطلاق الآية بأن المراد طاعتهم في المعروف ، ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي ،

فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية ،


لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة ) (1)،


**ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية )(2) ،


** وقال صلى الله عليه وسلم : ( على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) (3)،


وسأله الصحابة رضي الله عنهم - لما ذكر أنه يكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون - قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : ( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ) (4).


قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله ، وقال : ( إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ) (5)،




فهذا يدل على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور ، ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ؛


وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فساداً كبيراً ، وشراً عظيماً ، فيختل به الأمن ، وتضيع الحقوق ، ولا يتيسر ردع الظالم ، ولا نصر المظلوم ، وتختل السبل ولا تأمن ، فيترتب على الخروج على ولاة الأمور فساد عظيم وشر كثير ،




إلا إذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان ؛ لإزالته إذا كان عندهم قدرة ، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا ، أو كان الخروج يسبب شراً أكثر فليس لهم الخروج ؛ رعاية للمصالح العامة .






والقاعدة الشرعية المجمع عليها : ( أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه ، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه ، أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين )
،




فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفراً بواحاً عندها قدرة تزيله بها ، وتضع إماماً صالحاً طيباً من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين ، وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس ،



أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير ، واختلال الأمن ، وظلم الناس ، واغتيال من لا يستحق الاغتيال إلى غير ذلك من الفساد العظيم ، فهذا لا يجوز ، بل يجب الصبر ، والسمع والطاعة في المعروف ،




ومناصحة ولاة الأمور ، والدعوة لهم بالخير ، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير . و هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك ؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة ، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير ، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر ، ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (8/202-204) .
والله أعلم .




الإسلام سؤال وجواب



**********************************

(1)" خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم . وتصلون عليهم ويصلون عليكم . وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم . وتلعنونهم ويلعنونكم قالوا قلنا : يا رسول الله ! أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : لا . ما أقاموا فيكم الصلاة . لا ما أقاموا فيكم الصلاة . ألا من ولى عليه وال ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدا من طاعة"

الراوي: عوف بن مالك الأشجعي المحدث:
مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1855
خلاصة حكم المحدث: صحيح


(2) من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، ثم مات ، مات ميتة جاهلية . ومن قتل تحت راية عمية ، يغضب للعصبة ، ويقاتل للعصبة ، فليس من أمتي . ومن خرج من أمتي على أمتي ، يضرب برها وفاجرها ، لا يتحاش من مؤمنها ، ولا يفي بذي عهدها ، فليس مني الراوي: أبو هريرة المحدث:
مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1848
خلاصة حكم المحدث: صحيح



(3)الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:
مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1839
خلاصة حكم المحدث: صحيح




(4)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:
البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7052
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



(5) دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه . فكان فيما أخذ علينا ، أن بايعنا على السمع والطاعة ، في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا . وأن لا ننازع الأمر أهله . قال ( إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ) . الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1840
خلاصة حكم المحدث: صحيح



عائشة 02-01-2011 04:53 PM

ماشاء الله عليك حبيبتي
جاءت في وقتها
جزاك الله خير الجزاء
وحفظ الله كل بلاد المسلمين من كل شر

أمة الله 02-02-2011 04:47 AM

آمين آمين آمين

غاليتي

عائش

نجانا الله وإياكم من الفتن

هند 02-05-2011 06:44 AM

حبيبتي أمة الله


جزاكِ الله خيراً



توبة 02-05-2011 09:44 PM

حبيبتي
أمة الله
جزاكِ الله خيراً
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
سبحان الله من عاش المظاهرات يرى أثارها السيئة
ونسأل الله العفو والعافية

أمة الله 02-06-2011 09:18 AM

بارك الله فيك

غاليتي توبة

نعم ذكرتني تلك الفتنة بفتنة الصحابة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:

واليكم حديث:

"إنها ستكون فتن . ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها . والماشي فيها خير من الساعي إليها . ألا ، فإذا نزلت أو وقعت ، فمن كان له إبل فليلحق بإبله . ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه . ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه .

قال فقال رجل : يا رسول الله ! أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض ؟

قال : يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر . ثم لينج إن استطاع النجاء . اللهم ! هل بلغت ؟ اللهم ! هل بلغت ؟ اللهم ! هل بلغت ؟

قال فقال رجل : يا رسول الله ! أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين ، أو إحدى الفئتين ، فضربني رجل بسيفه ، أو يجئ سهم فيقتلني ؟

قال : يبوء بإثمه وإثمك . ويكون من أصحاب النار"


الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2887
خلاصة حكم المحدث: صحيح

نجانا الله وإياكن من الفتن ورزقنا العلم والحكمة والعمل الصالح

آميييييين



الساعة الآن 03:26 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w