ملتقى قطرات العلم النسائي

ملتقى قطرات العلم النسائي (http://www.katarat1.com/forum/index.php)
-   ملتقى القرآن وعلومه (http://www.katarat1.com/forum/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الجزء الحادي عشر (http://www.katarat1.com/forum/showthread.php?t=2662)

أم حذيفة 03-08-2018 08:28 PM

الجزء الحادي عشر
 

••┈┈┈●•••❁❁🔹❁❁•••●┈┈┈••
📚بـســم الله الــرحمــن الــرحيــــم📚

•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
●•• خلاصة اﻷجزاء ●••
🌿 الجزء الحادي عشر 🌴
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
🔹نستكمل سورة التوبة و هى ..
👈🏻 سورةُ التَّوبةِ مَدَنيَّةٌ
👈🏻 من أهَمِّ مَقاصِدِ سُورةِ التَّوبةِ:
1- رسمُ المنهاجِ الذي يجبُ أن يسلكَه المؤمنون في علاقاتِهم مع المشركينَ، ومعَ أهلِ الكتابِ، ومعَ المنافقينَ .
2- كشفُ الغطاءِ عن المنافقينَ وأصنافِهم وأوصافِهم، وفضحُ أفاعيلِهم في المجتمعِ المسلمِ .
3- بيانُ كثيرٍ مِن الأحكامِ والإرشاداتِ التي تحتاجُ إليها الدولةُ الناشئةُ
🔹🔷🔹🔷🔹
١- مواصلة الحديث عن المنافقين، ثم ذكر اﻷعراب محسنهم و مسيئهم، ثم ذكر المهاجرين و الأنصار، وكأنها عملية تصفية لهذه الفئات التي كانت تشكل المجتمع في المدينة.

٢- هل تأملت ﴿وَالسّابِقونَ﴾
📍 في قوله تعالى: ﴿وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾ [ التوبة : ١٠٠ ]
؟؟ فاقرنها مع هذه اﻵيات في سورة الواقعة : ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ❁ أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ❁ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ❁ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ❁ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ [ الواقعة : ١٠ ؛ ١٤ ]
🔺واجتهد في أن تكون من هؤلاء القليل.

٣- ذكر مسجد الضرار وسوء النية في بنائه، فلذلك نهى الله نبيه عن الصلاة فيه، ثم ذكر المسجد اﻷحق بالقيام فيه، وفي هذا 📌 تنبيه على أن العمدة في العمل على صحة القصد، وليس على المظهر.

٤- أوصاف الذين باعوا أنفسهم لله ،ونهى النبي ﷺ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين.

٥- حين يكتوي القلب بنار المعصية، يتذكر صاحب القرآن قصة الثلاثة الذين خلفوا، فهل يصح أن تمر دون تأمل؟

٦- تحدثت أواخر " التوبة " عن علاقة الناس بالقرآن، وفي تقسيم يجب تأمله حتى لا تكون من الصنف الخاسر.
🔹🔷🔹🔷🔹
🔹 سورة يونس :
👈🏻 سورةُ يُونُسَ مَكِّيَّةٌ
👈🏻 من أهَمِّ مقاصِدِ سُورةِ يُونُس:
1- تقريرُ أصولِ العقيدةِ، وإثباتُ التوحيدِ والرسالةِ والبعثِ.
2- دفعُ شُبَهِ المشركين.
🔹🔷🔹🔷🔹
١. ذكر الله في مطلع سورة يونس عددا من آياته في الكون، وضرب اﻷمثال ﻹثبات وجود الله وعظمته.

٢.محاجة المشركين وتحديهم بهذا القرآن.

٣. أفضل مقامات العبد أن يكون وليا لله ،لكن كيف تُنال هذه الولاية؟
🔖..﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ❁ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ❁ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [ يونس : ٦٢ ؛ ٦٤ ]
⏪.. فكل من ادعى الولاية وهو عارٍ من هذه الصفات فولايته كاذبة.

٤.عرض قصة نوح، ثم قصة موسى وفرعون، وإبراز لحظة غرق فرعون ليكون لمن خلفة آية، وأن الإيمان عند معاينة الموت لا ينفع الإنسان .

٥. بيان أمر الله لنبيه بالثبات على الإيمان واتباع الوحي والصبر حتى يحكم الله.

••┈┈┈●•••❁❁❁❁❁•••●┈┈┈••

●•• وصل اللهم وبارك على النبي محمد ﷺ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ●••

أم حذيفة 03-08-2018 08:32 PM



🌅 *كونى من أهل القرآن*

🔖 *الجزء الحادى عشر - [ سورة التوبة / سورة يونس ]*

🔮 *تدبر آية*

1⃣ *( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)*
سورة التوبة


🕯الصدقة قد تفتح رزقاً كان معلقاً أو تشفي مريضاً أو تزيح هماً أو تمسح إثما
✏️/عايض المطيري

🕯.شرعها الله من أجلك أنت أولا قبل الفقراء لتغتسل بها من همومك. ✏️/عبد الله بلقاسم


🕯 إذا ابتليت بذنب وتريد التطهر منه.. فاستعن بالصدقة..ولو بشق تمرة ! ﴿ خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم ﴾
✏️/ نايف الفيصل

🕯 من أعظم ما يزكيك ويرفعك، ويطهرك وينقيك: "الصدقة" ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها..﴾.
✏️./ عبد المحسن المطيري
〰〰〰〰〰〰〰〰

💫 *العمل باﻵية*

🌈 تصدقى بصدقة ترجى بها طهارة قلبك و تزكيته ، لعل الله يحقق رجائك بها

➖➖➖➖➖➖➖➖
2⃣ *( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)* سورة التوبة

🕯"ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"ليس كل ما ينبغي عليك فعله هو أن تطمئن وتبتسم..بل يجب أن تخوف وتحذر وتنذر من الله
✏️ علي الفيفي

🕯 النفير نوعان :

- النفير للجهاد {انفروا خفاف وثقالا وجاهدوا}

- النفير للعلم { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين}

🕯 أعظم العلم الذي يورث تصحيحا لواقع الناس ودينهم تأمل قوله { ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم }
✏️/ محمد الربيعة

🕯 النفور لطلب العلم وتبليغه من أعظم الجهاد
✏️/ محمد الربيعة
〰〰〰〰〰〰〰〰
💫 *العمل باﻵية*

🌈 اجتهدى فى طلب العلم الشرعى و تبليغ ما تعلمتى لغيرك ، فهو من الجهاد فى سبيل الله
➖➖➖➖➖➖➖➖

3⃣ *( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)* سورة يونس

🕯-﴿ يا أيها الناس قد جاءتكم (موعظة) من ربكم (وشفاء) لما في الصدور (وهدى) (ورحمة)﴾ موعظة،شفاء،هدى، رحمة

أفبعد كل هذا نبتغي بغير القرآن بدلا.؟!
✏️/ فوائد القرآن


🕯-" يا أيها (الناس) قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة (للمؤمنين)" عم الناس بالموعظة والشفاء وخص المؤمنين بالهدى والرحمة.

✏️ / أبو حمزة الكناني


🕯﴿ قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاء.. ﴾ قدّم الموعظة على الشفاء.. فمن اتعظ بالقرآن شفي من الهموم والأحزان..
✏️ / نايف الفيصل


🕯(وشِفاء لِما في الصدور) وهو هذا القرآن شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة عن الانقياد للشرع وأمراض الشبهات القادحة في العلم اليقيني.

✏️ / تفسير السعدي
〰〰〰〰〰〰〰〰

💫 *العمل باﻵية*

🌈 اقرائى القرآن و أنت تستحضرى نية الشفاء ... شفاء صدرك من الحزن و الهم و الضيق
و تثبيت قلبك و إزالة الشبهات و الشكوك التى قد تعتريه
💫💫💫💫💫💫💫💫

أم حذيفة 03-08-2018 08:52 PM


#جعلناه_نورا
#رمضان _١٤٣٨
#حصاد_التدبر
#الجزء_الحادى_عشر

1. المنافق مستعد للحلف كاذبا ليُرضي الخلق، أما راى الله فآخر اهتماماته:﴿ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾.

2. ﴿خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾: إذا لم تستطع أن تتخلص من السيئات، فزاحمها بكثرة الحسنات، وستغلب الكثرة القِلة ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾.

3. ﴿خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾: اجعل من نياتك عند الشروع في الطاعة أن تمحو بها أثر سيئة.

4. ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾: شرع الله الصدقة من أجلك أنت أولا قبل الفقير.

5. ﴿صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾: كان بعض المتصدقين يضع الصدقة في يده، ثم يدعو الفقير لأخذها، لتكون يد الفقير هي العليا، ويده المنفقة هي السفلى!

6. توبة مالية!! إذا ابتليت بذنب وتريد أن تتطهر منه، فاستعن بالصدقة: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ﴾

7. ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ﴾: قال ابن كثير: «هذا تهييج إلى التوبة والصدقة اللتين كل منهما يحط الذنوب ويمحقها».

8. ﴿فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾: كل طاعاتك يراها الله، فكيف تشرك فيها غيرك؟!

9. ﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا﴾: اتخذ النفاق في العهد النبوي أشكالا لا يُتصَوَّر أن يتسلل إليها النفاق، فكيف بعهدنا اليوم؟! الحذر أوْلى.

10. ﴿فيه رِجالٌ يُحبونَ أَنْ يَتَطَهّروا﴾: إذا أردت أن تطهِّر قلبك وتزكِّي روحك، فاجلس في مسجد، واذكـر الله تعالى فيه.

11. ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾: ماذا تساوي نفوسنا المعيبة -وإن طهرت- حتى يشتريها الله منا بكل هذا الثمن، لذا قال الحسن البصري: « بايعهم والله فأغلى ثمنهم».

12. قال محمد بن الحنفية يحثك على تزكية نفسك بالعمل الصالح:«إن الله عز وجل جعل الجنة ثمنا لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها».

13. أنت لا تملك نفسك، ولا يحق لك التصرف فيها دون إذن المالك، فإنما يتصرف في ما اشتراه منك وبعته له، وأعطاك في المقابل الجنة، أرجعت في بيعتك؟! أم أنك لم تبع وزهدت في الجنة من الأساس؟! وإذا بعت.. أيحسن لمن باع شيئا أن يغضب على المشتري إذا تصرَّف فيه أو يتغيرقلبه تجاهه إذا أنفقه؟وماذا لنا فينا حتى نتكلم!!

14. كيف بعت هذه النفس الثمينة بشهوة تنقضي في لحظة؟! وبلذة لا تبقى سوى ساعة؟! وهبها بقيت أياما أو أعواما فماذا تساوي بجوار لذة الخلد؟! وبعتها لمن؟! لأعدى أعدائك: شيطانك!!

15. حُكِي عن مالك بن دينار أنه مرَّ بقصر يُبنَى، فسأل الأجراء عن أجرتهم، فأجابه كل واحد منهم بأجرته، ولم يجبه واحد، فقال: ما أجرتك؟ فقال: لا أجر لي؛ لأني عبد صاحب القصر، فقال مالك: إلهي .. ما أسخاك، الخلق كلهم عبيدك، كلَّفتهم العمل ووعدتهم الأجر.

16. البائع لا يستحقّ الثمن إذا امتنع عن تسليم ما باع، فكذلك لا يستحق العبد الجنة إلا بعد تسليم النّفس والمال على موجب أوامر الشرع، فمن قعد أو فرّط فغير مستحق للجزاء.

17. تأمل هذا الوصف البليغ في الولاء والبراء: ﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾، فاقتفِ أثر خليل الرحمن، وتبرأ من كل عدو لك ولدينك ولرسولك وللمؤمنين.

18. تأمل كيف اجتمعت صفة الحلم والغلظة في شخص واحد: ﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيم﴾، فالحلم ليس معناه التهاون في أمر الدين.

19. ﴿مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ﴾ صحابة..مجاهدون..في معية النبي ﷺ، وتكاد قلوبهم أن تزيغ، وبعضنا واثق من قلبه، ومطمئن على إيمانه! على أي اساس؟!

20. ﴿الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في سَاعَةِ الْعُسْرَة ﴾: وصف الله العسر بأنه ساعة من نهار؛ كي لا تضجر من الأقدار!

21. ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾: قال ابن القيم: «وتوبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، وتوبة منه بعدها، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد، فتاب الله عليه ثانيا، قبولا وإثابة».

22. قال ابن القيم: التوبة نهاية كل عارف، وغاية كل سالك، وكما أنها بداية فهي نهاية، والحاجة إليها في النهاية أشد من الحاجة إليها في البداية، بل هي في النهاية في محل الضرورة، لذا كان ﷺ في آخر حياته أشد ما كان استغفارا وأكثره، وأنزل الله بعد غزوة تبوك، وهي آخر الغزوات التي غزاها ﷺ بنفسه: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾

23. ﴿ثم تاب عليهم ليتوبوا﴾: تحتاج لأن يتوب عليك أولا لتتوب، فالتوبة ليست مجرد قرار شجاع، هي قبل ذلك هداية ورحمة وتوفيق من الله.

أم حذيفة 03-08-2018 11:11 PM


: تحتاج لأن يتوب عليك أولا لتتوب، فالتوبة ليست مجرد قرار شجاع، هي قبل ذلك هداية ورحمة وتوفيق من الله.

24. ﴿ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ﴾: أضيق ما يكون الأمر قُبيل الفرَج!

25. ﴿وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ﴾: قال مجاهد: «ما كان من ظن في القرآن فهو يقين»، فلما أيقنوا ألا ملجأ إلا الله، صدق منهم اللجوء إليه، فتداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء.

26. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾: كونوا معهم، ولا تتفردوا في السير من دونهم، كي لا يستفرد بكم شيطان في الطريق، فالجماعة بركة، والفرقة عذاب وضياع.

27. ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾: لن تستطيع أن تكون تقيا إلا إن كنت في بيئة صالحة!

28. ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾: الصدق من أهم معايير اختيار الصحبة، فلا يصلح أن تصاحب كاذبا.

29. ﴿وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ﴾: والوطء في سبيل الله هو أن تدوس في أرض العدو بما يغيظه، فإن العدو يأنف من وطء أرضه، وممكن أن يكون الوطء استعارة لإذلال العدو وإغاظته، فكل عمل تغيظ به أعداء الله، فلك به أجر، ولو كان خطوة واحدة.

30. ﴿وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً ﴾: لا تحقرن صغيرة من خير، فأصحاب الأعراف يوم القيامة يوقفون عن دخول الجنة، بسبب نقصان حسنة واحدة!

31. تنزل الآية على القلوب، فتكون سبب في زياد إيمان قوم، وزيادة رجس -أي كفر وشك- قوم آخرين ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾.

32. ﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾: قصة حديث تشرح آية!

33. بينما رسول الله ﷺ جالس في المسجد إذ أقبل ثلاثة نفر، فأما الأول فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فقال ﷺ: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة: أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه».

34. ﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾: إعراض مديره عنه يقلقه، فكيف بإعراض الله؟!

35. ﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾: سين: لماذا صرف الله قلوبهم؟! جيم: لأنهم انصرفوا، فصرف الله قلوبهم عن الهدى؛ عقوبة على انصرافهم أولا.

36. ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ﴾: المنافق تُقلِقه سورة! فكيف بالقرآن بأكمله؟!

37. ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله﴾: قل لكل شيء فقدته، ولكل غالٍ هجرك، ولكل قريب تخلى عنك: حسبي الله .. يكفيني ويؤويني.

38. آية 2: ﴿وبشِّرِ الذينَ آمَنوا..﴾: تبشير المؤمنين سُنَّة يغفل عنها الكثيرون، وما أكثر ما قال رسول الله ﷺ كلمة (أبشِر) لأصحابه، وبها أمرنا: «بشِّروا ولا تنفِّروا».

39. آية 3: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾: قال السعدي: «مع أنه قادر على خلقها في لحظة واحدة، ولكن لما له في ذلك من الحكمة الإلهية، ولأنه رفيق في أفعاله».

40. ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾: فرِّغ قلبك من همومك وتدبيرك، وفوِّض أمرك لوأسلِم قيادك لمن وعدك بتدير الأمر لك ولغيرك.

41. ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾: قال سهل التستري: «يقضي القضاء وحده، فيختار للعبد ما هو خير له، فخيرة الله خير له من خيرته لنفسه».

42. ﴿قَدَمَ صِدْقٍ﴾: حقيقة القدم ما قدَّموه، ويقدمون عليه يوم القيامة، والمؤمنون قدَّموا الأعمال الصالحة، والإيمان بمحمد ﷺ ، فيقدمون على الجنة التي هي جزاء ذلك، فهذه ثلاث تفسيرات لقدم صدق.

43. ﴿ يُدَبّرُ الأَمْرَ ﴾ تكررت في كتاب الله 4 مرات؛ لتنزع من قلبك أوهام أن أمرك بيد أحد غير الله.

44. ﴿وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا﴾: لا يأمرك الله بترك الدنيا، ولكن بعدم الاطمئنان بها وألا تركن إليها، فتقدِّمها على آخرتك، وتحصِّل لذاتها وشهواتها بأي طريق فتهلك!!

45. ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾: ليست الهداية درجة واحدة ولا الإيمان، بل درجات، وتتناسب هدايتك طرديا مع إيمانك، فكلما زاد إيمانك زادت هدايتك.

46. ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾: الإيمان باقة نور يهتدي به المؤمنون في ظلمات الفتن ومتاهات الغربة، حتى يصلوا إلى الهدف المنشود: الجنة.

47. ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾:قال ابن جريج: يُمثَّل له عمله في صورة حسنة وريح طيبة إذا قام من قبره، يعارِض صاحبه ويبشِّره بكل خير، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك، فيُجعَل له نوره من بين يديه حتى يُدخِله الجنة، فذلك قوله تعالى: ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾ .

48. ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

أم حذيفة 03-08-2018 11:16 PM


49. الدعوى هنا الدعاء، ومعنى قولهم سبحانك: اللهم إنا نسبِّحك وننزهك عما لا يليق بك، فعبادة أهل الجنة التسبيح والحمد ، وذلك ليس على سبيل التكليف، بل على سبيل التلذذ والابتهاج بذكر الله، وهو لهم بمنزلة النَّفَس، من دون كلفة ومشقة.

50. ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ﴾: قال الآلوسى: «وفي الآية ذم لمن يترك الدعاء في الرخاء، ويهرع إليه في الشدة، واللائق بحال العاقل التضرع إلى مولاه في السراء والضراء، فإن ذلك أرجى للإجابة، ففي الحديث الشريف: «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة».

51. ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ﴾: قال أبو الدرداء: «ادعُ الله يوم سرائك، يستجِب لك يوم ضرائك».

52. ﴿قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾: ما أشبه الليلة بالبارحة! بعض من ينادون بخفيف لهجة الخطاب الديني أو تجديده!

53. ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾:
قال الطبري: «والتبديل الذي سألوه أن يحوّل آية الوعيد آية وعد، وآية الوعد وعيدًا، والحرامَ حلالا، والحلال حرامًا، فأمر الله نبيَّه ﷺ أن يخبرهم أن ذلك ليس إليه، وأن ذلك إلى من لا يُرَدُّ حكمه، ولا يُتَعَقَّب قضاؤه، وإنما هو رسول مبلِّغ ومأمور مُتَّبِع».

54. ﴿ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ﴾: هذا سبب تعنت المنافقين والكافرين تجاه القضايا الإسلامية والأحكام الشرعية، وأما من آمن بلقاء الله فلابد له أن ينقاد لأحكامه.

55. ﴿ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ﴾: ﻻ تحزن إن جحد الناس إحسانك، فمَنْ جحد فضل الخالق من قبل، كيف لا يجحد فضل المخلوق؟!

56. ﴿قل الله أسرع مكرا﴾: مهما أسرع الماكرون وتفننوا وتستروا، فقد سبق مكر الله مكرهم، لأن أحاط علما بمكرهم قبل أن يفعلوه، وقدرة على إبطاله بعد أن يفعلوه.

57. ﴿وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ﴾: مشركون دعوا الله حين أحاطت بهم الأمواج، فنجاهم الله، فكيف تيأس وتنقطع عن الدعاء مع إيمانك؟!

58. قال مكحول: ثلاث من كن فيه كن عليه: المكر، والبغي، والنكث. قال تعالى: {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} وقال: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} [فاطر: 43]، وقال: {إنما بغيكم} على أنفسكم "[يونس: 23]

59. (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم): أنفع موعظة ما كانت من أجل منفعتك أو صرف السوء عنك، ولذا فهذه صيحة تحذير وصرخة نذير: أنت لا تضر إلا نفسك!

60. ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾: البغي سهم سيرتد إليك عاجلا أو آجلا!

61. ﴿وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا﴾: الاغترار بالقوة أول علامات الانهيار.

62. ﴿لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾: قال القرطبي: «المضطر يجاب دعاؤه، وإن كان كافرا، لانقطاع الأسباب ورجوعه إلى الواحد رب الأرباب».

63. ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ﴾: الدنيا أقصر ما تكون، وكأنها موسم زراعة واحد!!

64. ﴿كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ﴾: جملة كفيلة بأن تزهِّدك في الدنيا بأسرها لأنها زائلة ومنسية، وترغِّبك في الآخرة الخالدة.

65. ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ ﴾: قال ابن كثير: «لما ذكر الله الدنيا وسرعة زوالها، رغَّب في الجنة ودعا إليها، وسمّاها: دار السلام، أي من الآفات والنقائص والنكبات».

66. ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ ﴾: من أجاب النداء من الدنيا دخلها، ومن أجاب النداء من القبر حُرِمها.

67. ‏﴿ وَاللهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ﴾: تجيب أمك وأباك إذا ناداك، ولا تجيب ربك إذا دعاك، ودعوته لك إلى سعادة الأبد في جنة الخلد لتكون مثواك!

68. بقدر إحسانك في الدنيا تكون زيادة نعيمك في الجنة: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾

69. ﴿وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ﴾: قال السعدي: «لا ينالهم في الجنة أي مكروه بوجه من الوجوه، لأن المكروه إذا وقع بالإنسان تبين ذلك في وجهه، وتغير وتكدَّر».

70. ﴿وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ﴾: تغير وجه صاحبك علامة على نزول مكروهٍ به، فتفقَّد أحواك صاحبك عند تغير وجهه.

71. ﴿بل كذبُوا بما لم يُحيطوا بعلمه﴾: الإنسان عدو ما جهل!

72. ﴿ومنهم من ينظر إليك﴾: النظرة واحدة لكن الأثر مختلف بحسب نوع القلب. قال ابن كثير: «المؤمنون ينظرون إليك بعين الوقار، والكافرون ينظرون إليك بعين الاحتقار: (وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا) ».

73. ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ﴾: عشرات السنين تصبح بعد معاينة الآخرة أقصر ما تكون، وكأنها لحظات تعارف.

74. وعد الله بالنصرقائم وقادم لا محالة، لكن لا يلزم أن يراه المستضعفون اليوم، فالله قال لرسوله: ﴿فإمّا نرينّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون﴾.

أم حذيفة 03-08-2018 11:20 PM



75. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾: قال ابن عاشور: «وقد عبَّر عنه بأربع صفات هي أصول كماله وخصائصه، وهي: أنه موعظة، وأنه شفاء لما في الصدور، وأنه هدى، وأنه رحمة للمؤمنين».

76. ﴿وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ﴾: وهذا الشفاء لن يتحصل عليه إلا من التزم بشرطه، وشرطه: التدبر.

77. ﴿وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصدور وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾: جاءت كلمة «الشفاء» قبل كلمة الهداية، لتبيِّن أن إخراج ما في القلب من أهواء وأمراض مطلوب لحصول هداية القلب.

78. ﴿وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ هذه من أشد آيات المراقبة، فهذا علمه بحركات الذرات، فكيف علمه بحركات لعباد؟!

79. ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾: أي لا خوف يخافه خائفٌ عليهم، فهم بمأمن من أن يصيبهم مكروه، وليس المعنى أنهم لا يخافون، لكن إذا اعتراهم خوفٌ ينقشع عنهم باعتصامهم بالله وتوكلهم عليه.

80. ﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾: وإن كانوا يحزنون لما يصيبهم من أمور في الدنيا، فذلك حزن عابر لا يستقر، بل يزول بالصبر وذكر الأجر، ولا يلحقهم الحزن الدائم المؤدي لكسر النفس والاكتئاب.

81. ﴿لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾: قال ابن عاشور: «فالكلام يفيد أن الله ضمن لأوليائه أن لا يحصل لهم ما يخافونه، وأن لا يحل بهم ما يحزنهم، ولما كان ما يُخاف منه من شأنه أن يُحزن من يصيبه، كان نفي الحزن عنهم مؤكدا لمعنى نفي خوف الخائف عليهم».

82. ﴿لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾:
قال السعدي: أما البشارة في الدنيا، فهي: الثناء الحسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة، وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق، وصرفه عن مساوئ الأخلاق.

83. وأما في الآخرة، فأولها البشارة عند قبض أرواحهم، وفي القبر ما يبشر به من رضا الله تعالى والنعيم المقيم.

84. وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم، والنجاة من العذاب الأليم.

85. اطمئن واستبشِر!
﴿لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾: كل ما وعد به الله فهو حق، ولا يمكن تغييره أو تبديله أو الرجوع عنه، لأنه الصادق في قوله، ولا يقدر أحد على مخالفه ما قدره وقضاه، ومن ذلك وعودُه للمؤمنين، ولذا قال بعدها مبشِّرا: (ذلك الفوز العظيم).

86. ﴿فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾: الداعية لا يرجو بدعوته مالا ولا جاها، وكلما زهد داعية في دنيا الناس أقبل الناس عليه، ليفيدهم في أمر آخرتهم.

87. ‏﴿ إن أجري إلا على الله ﴾: فلا تأبه إن شكرك الناس على صنع المعروف أو نسوك، ولا تحزن لجحود الناس، لأنك تستلم أجرك من وجهة واحدة: الله رب العالمين.

88. ‏﴿وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ﴾: يظن الظالم أن الناس كلهم مثله، فيرميهم بالداء الذي فيه، ولا يتصور ان أحدا يعمل لمهمة سامية وغاية نبيلة، أو رجاء ثواب الله والدار الآخرة.

89. ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾: أي يا رب لا تمكِّنهم من عذابنا، لئلا يقول الظالمون وأتباعهم: لو كان هؤلاء على الحق لنصرهم الله!

90. ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ ﴾: الذرية هم الشباب، وهم أمل المستقبل ومفتاح التغيير.

91. ﴿قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا﴾: شكر نعمة الإجابة! قال ابن عاشور: وفرَّع على إجابة دعوتهما أمرهما بالاستقامة، فعلم أن الاستقامة شكر على الكرامة فإن إجابة الله دعوة عبده إحسان للعبد وإكرام وتلك نعمة عظيمة تستحق الشكر عليها وأعظم الشكر طاعة المنعم.

92. ﴿فَاسْتَقِيمَا﴾: ما فائدة أمر المستقيم بالاستقامة؟ فموسى وهارون حازا أعلى استقامة، وهي استقامة النبوة. جيم: الأمر بالدوام عليها.

93. ﴿ وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾: أول الانحراف عن طريق الاستقامة سببه اتباع طريق المنحرفين، فحذر المؤمن وخوفه الدائم من الانحراف من أهم أسباب الاستقامة.

94. ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا﴾: الاستقامة على فعل الطاعات، من أعظم أسباب إجابـة الدعوات.

95. ﴿حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾: قال البقاعي: في كل زمن وإن لم يكن بين ظهرانيهم رسول، لأن العلة الاتصاف بالإيمان الثابت.

96. ﴿وإن يُردكَ بخيرٍ فلَا رادَّ لفضّله ﴾: لا راد لفضله ولو كانت الدنيا بأسرها، فمن يحرم من أراد الله عطاءه، ومن يُشقي من أراد الله إسعاده؟!

97. ﴿واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه﴾: الاستغفار جسر يوصلك إلى التوبة.

98. ﴿وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا ﴾: أعظم متعة تجدها في قلوب التائبين المستغفرين.

أم حذيفة 03-08-2018 11:21 PM




99. خرج عمر بن الخطاب يستسقي فما زاد على الاستغفار حتى رجع قالوا: ما رأيناك استسقيت، قال: لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر، ثم قرأ: ﴿وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ [هود: 52]

100. ﴿وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾: قال سعيد بن جبير: من عمل حسنة كُتِبَت له عشر حسنات، ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة واحدة، فإن لم يعاقب بها في الدنيا، أُخذ من العشرة واحدة، وبقيت له تسع حسنات، لذا قال ابن مسعود: «هلك من غلب آحاده أعشاره».


الساعة الآن 08:52 PM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w