تفسير سورة الهمزة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ* الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ* يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ* كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ* نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ* الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ* إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ* فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ} { وَيْلٌ } أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب . { لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز : الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز : الذي يعيبهم بقوله . ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة به ، وليـس لــه رغبة فـي إنفاقه في طرق الخيرات وصلة الأرحام، ونحو ذلك، {يَحْسَبُ} بجهله { أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله ، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر. {كَلَّا لَيُنبَذَنَّ} أي: ليطرحن { فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ } تعظيم لها، وتهويل لشأنها. ثم فسرها بقوله: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} التي وقودها الناس والحجارة {الَّتِي} من شدتها {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} أي: تنفذ من الأجسام إلى القلوب. ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها، ولهذا قال: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} أي: مغلقة { فِي عَمَدٍ } من خلف الأبواب {مُّمَدَّدَةٍ} لئلا يخرجوا منها {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا } . نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية. الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ( ص934 ) للشيخ عبد الرحمن السعدي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
الساعة الآن 06:41 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir